-الثورة أضافت إلى حياة مئات الأطباء معانى جديدة ومختلفة - للثورة ..ما يزيد على 5000 إصابة، 1800 منها تقريبا بالعين -لم يعرض على الإنضمام لمجلس امناء رعاية اسر الشهداء ولن أقبله إن عرض علىّ، لأنى غير راضٍ عن طريقة إدارته -ابنى نزل كغيره من المتظاهرين الذين صدقوا وعد الرئيس المنتخب بحرية المعارضة -إضراب الأطباء فرصة سانحة لفرض حل حقيقى فى ملف الصحة حوار: منى سليم – شيماء مطر أن تكون طبيبًا للعيون، صاحب قلب كبير فى بلد نامٍ نصف أهله من الفقراء، تجربة تكتسب بالتأكيد روحًا خاصة، أما أن تتلاقى هذه الروح مع كون الطبيب ثائرًا خاض مع وطنه ثورته العظيمة فى 25 يناير، وأنقذ كثيرين من الثوار من أن يفقدوا نور أعينهم، فهو ما يرفع صاحبه من على الأرض ليصبح واحدًا من هؤلاء البشر الذين نتصور أن لهم أجنحة تدفع بهم إلى مواقع القديسين والملائكة. الطبيب إخصائى العيون يحيى صلاح الدين، أحد رواد الفريق ذى البالطو الأبيض الذى توحّد مع الثورة وتماهى فيها وعاش خلالها عدة أدوار، فهم مرة جنود بالميدان ثم قادة بالمستشفيات فى محاولة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من يد القتلة، ممن أرادوا إزهاق أحلامنا قبل أرواحنا. فى جولته الأخيرة خلال جمعة «كشف الحساب» لم يمارس الدكتور صلاح أدواره المعتادة وحدها، لم يسرع فقط نحو مستشفى العيون الدولى لتلقى المصابين الجدد، لكن صادفه القدر بدور جديد يخاف منه الآلاف لكنهم يتوقعونه كل لحظة، ورغم هذا لا يمتنعون أبدًا عن المشاركة، فقد حمل لقب «والد مصاب بالثورة» حين تعرض ابنه على يد ميليشات جماعة الإخوان المسلمين لمحاولة قتل، فقد تم قذفه بكسر من الرخام أصابه بنزيف بالمخ كاد يودى بحياته لأنه حاول التعبير عن رأيه، فما عساه يقول عن كل هذه الأدوار وكل هذه الخبرات وكيف ينتظر القادم ولماذا قال «كنت أتوقع إصابتى أنا أو الأولاد كغيرنا، لكن أن يكون ذلك على يد الإخوان فهذا عبث».. هذا ما «دردشنا» فيه مع الدكتور يحيى صلاح الدين، فى حوار غلبت عليه إنسانية صاحبه. ■ ممارستك لعملك كطبيب فى لحظات المواجهة يضيف إلى المهنة معانى كثيرة، كيف لمست ذلك على مدار أحداث الثورة؟ - الثورة أضافت إلى حياة مئات الأطباء معانى جديدة ومختلفة، كنا نتحرك بالبداية بشكل تلقائى ودون تنظيم فمع سقوط أول مصاب كان كل منا يتحرك حسب تخصصه وغرف العمليات تتحرك على قدم وساق، ثم نأخذ فى تنظيم أنفسنا فور وقوع أى من حوادث الاشتباك، نتواصل سريعًا ويتم جمع المعلومات حول الأعداد ونوعية الإصابات، أما الخطوة الأهم التى اتخذناها بالتأكيد فهى تكوين جماعة «أطباء التحرير» وكان هدفها ليس فقط تقديم المساعدة الطبية، لكن تنظيم دورات إسعافات أولية لشباب الثورة حتى يتمكنوا من التصرف الصحيح وكذلك إعداد توثيق علمى للإصابات، والموقف الصحى لمصابى الثورة، وبالتأكيد انسحب هذا على المستوى الشخصى فأعاد كل منا تعريف نفسه كطبيب، وصياغة علاقته بزملائه ومهنته ودوره بالمجتمع، فالثورة خلقتنا جميعا من جديد. ■ تخصصك هو العيون وقد اشتهر أعداء هذه الثورة بعشقهم لقنص عيون أبنائها، فكيف يمكن أن تُجمل شهادتك فى هذا الأمر؟ - نتحدث عن ما يزيد على 5000 إصابة، 1800 منها تقريبا بالعين، وللأسف أغلب إصابات العيون تؤدى مباشرة إلى فقدان البصر، فنسبة من استطاعوا الاحتفاظ بقدر من نظرهم بالعين المصابة لا يزيد على 5%، وليس الطبيب أحمد حرارة أو الشاب الصغير رضا عبد العزيز هما وحدهما من فقدا بصرهما بالكامل فهناك آخرون، أما مأساة أن تعيش بعين واحدة لا يمكن لكثيرين تخيلها، فهذا يعنى أن يعيد شاب بشكل جديد لا يتماشى مع سنه ترتيب حياته وكل خططه للمستقبل، وما يجب أن أسجله فى شهادتى أيضا أن الإصابات طالت الجميع، أبناء الأغنياء والفقراء. ■ هل للإهمال الطبى بالمستشفيات دور فى تفاقم الرقم، وماذا عن أسباب الإصابة واختلافاتها؟ - بالتأكيد كان للإهمال دور لكن ليس فى حالات إصابات العيون لأن أغلبها كان انفجارًا بالعين يؤدى إلى انفصال الشبكية عن مركز البصر أو تلف عصب البصر ككل، وأقصى ما كان يمكن أن نفعله هو محاولة الحفاظ على الشكل الخارجى للعين وإجراء عمليات تجميل لأن تلف العصب يؤدى إلى ضمور العين، وفى هذا الشأن لا تختلف أنواع الإصابة كثيرًا فى تحقيق تلك الكارثة، فالرصاص الخرطوش والمطاط فى أحداث يناير و«محمد محمود» وكسر الرخام فى مجلس الوزراء يفضى إلى نفس النتيجة، لكن بالتأكيد يبقى حدث محمد محمود هو الأصعب، حيث كان هناك استهداف حقيقى للعيون. ■ تابعت آلام المصابين وشكواهم، فهل تعتقد أن الدولة قامت بالفعل بالدور المنتظر منها تجاه هؤلاء الأبطال؟ - ما رأيته بأمانة أن المجتمع المدنى قام بالدور الأعظم فى هذا المجال، كانوا يتابعون الشباب خطوة بخطوة، ويأتون بهم إلى المستشفيات منذ يناير وحتى الآن، كأنهم إخوتهم وأولادهم فى حالة تفانٍ حقيقى، وبذل مجهود بدنى ومادى عالٍ جدًا، ولا أعرف لمصلحة من يتم تشويه هذا الدور الآن، ولا يمكننى تقييم الدور الذى قامت به الدولة فأعلم أنه تم إنشاء صندوق ثم تحول إلى مجلس، لكن ما أسمعه على لسان كثير من الشباب يؤكد أنهم غير راضين عن طريقة التعامل، كما أن بعض زملائنا ممن استعانت بهم حكومة عصام شرف للمساعدة فى ملف المصابين انسحبوا سريعًا بعد أن شعروا أن هناك استهانة وعدم جدية فى التعامل مع هؤلاء الأبطال، وقد كان كل ذلك سببًا مباشرًا لاعتصام مصابى الثورة، الذى كان بدوره شرارة البدء لأحداث محمد محمود، وأنا لا أصدق أن شابًا ضحى بهذا الشكل يصل به الأمر لتسول علاجه أو معاش! ■ هل عرض عليك الانضمام إلى مجلس أمناء مجلس رعاية أسر شهداء ومصابى الثورة أو أى مشاركة رسمية فى هذا الملف، تقديرًا لخبراتك ودورك؟ - لا، لم أتلق مثل هذا العرض، وغالبا لن أقبله إن عرض علىّ، لأنى غير راضٍ عن طريقة إدارته. ■ نعود إلى جمعية أطباء التحرير.. إلى أين وصلتم؟ وهل يصل لكم مدى التقدير الشعبى لدوركم فى الثورة؟ - هذا واجب علينا وقمنا ببعض دورنا، وقد بدأت طموحاتنا بجمع أغلب الأطباء من نشطوا بشكل فردى فى هذا المجال، وبدأنا نضم تخصصات لم تكن موجودة مثل التأهيل النفسى، لكن للأسف أعتقد أن الإحباط قد بدأ ينسحب على أغلب الأعضاء، لكن بدأنا نعود لنشاطنا، خصوصا أننا نستشعر أن الخطر ما زال قائمًا. ■ أغلب الظن أن استشعار استمرار الخطر قد بدأ مع أحداث جمعة كشف الحساب الأخيرة، أليس كذلك؟ - هناك حالة إحباط عامة تسربت خلال العام ونصف، لكن بالتأكيد كانت أحداث هذه الجمعة فاصلة وكاشفة أن كان هناك تغيير حقيقى من عدمه، فقد خرج المؤيدون بدافع انتقاد صدور أحكام بالبراءة على قتلة الثوار وكان آخرها حكم «موقعة الجمل» فإذا بهم هم ينزلون لينفذوا موقعة جمل ثانية، حيث الغدر بمن يعلن معارضته بشكل سلمى فيتم مهاجمته هجومًا منظمًا بالطوب، وهذه هى الخطيئة الأولى، أما الثانية فهى ما نواجهه الآن، ففى رأيى أن طريقة تعامل رئيس الجمهورية مع هذه الأحداث وما إن كنا سنرى محاكمة حقيقية من عدمه، ستجيب عن أسئلة مهمة: هل نحن فى دولة ديمقراطية؟ هل الرئيس رئيس لكل المصريين أم أنه يعمل لمصلحة الجماعة التى ينتمى إليها والموجه لها أصابع اتهام ستغير المعادلة؟.. هل سيتحقق مطلب الثورة بالعدل أم لا شىء سيتغير على الإطلاق؟ ■ لكن بالفعل الجماعة أنكرت ضلوعها فى الهجوم على معارضى الرئيس، وتقول فى التحقيقات إن هناك طرفًا ثالثًا هو المسؤول، فكيف ترى ذلك؟ - ونحن لا نريد إلا تحقيق عادل ومحاكمة، وإلا فلا فارق بين النظام القديم والجديد، ويسقط حق الرئيس مرسى فى المطالبة بمحاكمة مبارك أو شفيق أو المجلس العسكرى، فهؤلاء الشباب ممن نزلوا ليعارضوا الرئيس على وعود قالها، ولم يفِ بها خلال 100 يوم ظنوا أن شيئًا أساسيا تغير مع وصول أول رئيس منتخب لمصر بعد الثورة وهو الحق فى التعبير والمعارضة بأمان، دون أن يكون ثمن ذلك هو محاولة قتلهم، فجميعنا يعرف أن أحكام البراءة فى قضايا قتل الثوار سببها الرئيسى طمس الأدلة وتشويهها، فموقعة الجمل الأولى كانت فى عهد حكومة شفيق وباقى الأحداث كانت فى ظل حكم العسكر، لكن هل يعقل أن يتكرر نفس السيناريو هذه المرة رغم وجود شرائط مسجلة وشهادات، فكيف لا يصدر حكم عادل إلا إذا كان هناك محاباة لطرف على حساب آخر. ■ وهل تعتقد أن التحقيق العادل فى أحداث مليونية «كشف الحساب» ممكن، فى حين من يجلس على رأس الدولة ينتمى إلى جماعة الإخوان المسلمين؟ - نحن لا نصدر أحكامًا، لكن نشير بأصابع الاتهام، فكل من شارك فى هذا اليوم يعلم جيدا أن شباب جماعة الإخوان هم من اقتحموا الميدان بطريقة منظمة وفى يدهم الطوب وكسر الرخام، والغريب أن يكون الرد من جانب الجماعة هو «وكيف علمتم أنهم ينتمون إلى الإخوان المسلمين؟» ونرد عليهم بنفس المنطق، وكيف عرفنا أن من قتلوا الثوار فى موقعة الجمل من أتباع مبارك، أليس من أدائهم والشعارات التى رفعوها! بل إننا من نوجه الأسئلة «لماذا قررت الجماعة النزول إلى الميدان فى هذه الجمعة رغم إعلان القوى السياسية قبل أسبوعين عن تنظيم جمعة محاسبة للرئيس؟ ولماذا لم يصدر قرار بالانسحاب مع بداية المناوشات، فما حدث وفق شهادة الحاضرين هو العكس، حيث خرج الإخوان ثم عادوا بشكل منظم كميليشيات من عند ميدان عبد المنعم رياض ومسجد عمر مكرم وكوبرى قصر النيل، وبالنهاية فليقدموا أدلتهم وغيرهم يقدم أدلته، بشرط أن نحصل على تحقيق عادل وإلا فهذا إعلان بأن شيئا لم يتغير، بل للأسف قد نضطر إلى القول إن مبارك بعد موقعة الجمل خرج ليعتذر، فى حين لم يخرج الرئيس محمد مرسى ليقول كلمة واحدة عن الموضوع وتجاهل الحادثة. ■ لكن نعلم أن هذه الحادثة هى محطة مهمة جدًا فى حياتك الشخصية، فابنك أحد مصابيها، بل هو صاحب أشد إصابة بها، فكيف عشت هذه التجربة؟ - بالفعل ابنى أحمد كان من أكثر الإصابات خطورة، وهو ضمن أكثر من 150 مصابًا، فقد أصيب بكسر فى عظام الجمجمة ونزيف بالمخ، ابنى أحمد أكثر ما وجعه هو ما قاله عندما أفاق من العناية المركزة «لقد شاركت فى كل أحداث الثورة لكن أن أصاب أو أموت على يد الإخوان، فهذا بالنسبة لى نوع من العبث».. وأنا أتفق معه تمامًا، ففى كل مرة كان الشباب يموت من أجل قضية، لكن أتساءل: ما القضية هذه المرة؟ ■ وكيف أصيب ابنك على يد الإخوان؟ وما الذى رسخ فى قناعتك وفقا لروايته؟ - ابنى نزل كغيره من المتظاهرين الذين صدقوا وعد الرئيس المنتخب بحرية المعارضة، صدقوا أنه انتهى زمن وبدأ آخر، وأنه بمجىء مرسى انتهى زمن الإصابات والموت بلا معنى وكل من استشهدوا وأصيبوا هم من جاء على كتفهم مرسى، خصوصا أن الإخوان ظهروا فى ال18 يومًا، بينما استمر الشباب على مدار عام ونصف العام فى دفع الثمن دمًا.. والآن يتم تخوينهم بل والاعتداء عليهم أيضا، لدرجة تعريضهم للموت من جديد.. كل ما سمعته من ابنى والمصابين هو تجسيد حقيقى لكلمة غدر.. ولادى حكوا لى ما حدث، قالوا فى البداية الميدان تحول إلى حرب شوارع بين مؤيدى ومعارضى الرئيس، وتعالت هتافات المعارضين (سلمية.. سلمية) فى المقابل ترد ميليشيات الإخوان بالشوم والطوب وكسر الرخام.. أحمد ابنى رفض ما يجرى من الإخوان وقال لأخيه هنجرى ليه هما الإخوان هيقتلونا.. لأنه لم يعط خوانة للإخوان، فإذا به يفاجأ بلوح رخام على رأسه حتى سالت دماؤه.. وتطوع بعض المتظاهرين فى حمله وإسعافه نظرا لخلو الميدان من نقاط الإسعاف، إلا أن صيدلانيا نصحهم بضرورة نقله إلى المستشفى، وتم نقله فى الوقت المناسب، حيث كانت الإصابة خطيرة، وفور وصوله المستشفى دخل فى تشنجات وفقد وعيه، ولستر الله أنه كان بمستشفى السلام الذى لديه نظام طوارئ صارم، فخلال ساعة تم فحصه بأشعات وتجهيز غرفة العمليات وإجراء العملية، فحظ ابنى دون غيره من آلاف المصابين، ممن تبدأ قصتهم بنفس الطريقة، ضربة غدر، ثم محاولة إسعافات أولية غير مدروسة، وكان يمكن أن يتم نقله إلى مستوصف أو مستشفى حكومى، وقتها كان سيصبح الأمل فى حياته ضعيفا، فلو تعرض لأى إهمال خلال تلك الفترة الحرجة لأنه أصيب بنزيف كان من الممكن أن يودى بحياته. ■ أين كنت حين تلقيت خبر إصابة ابنك فى جمعة «كشف الحساب»؟ - كنت فى طريقى إلى مستشفى العيون الدولى لإسعاف مصاب بجرح خطير بالعين بعد استدعائى من جانب أحد شباب الثورة، وتلقيت اتصالا هاتفيا من الطبيب استشارى مخ وأعصاب بمستشفى السلام، أبلغنى بإصابة ابنى فأكملت طريقى لإسعاف المصاب وقمت بتشخيص الإصابة التى كانت قطعًا فى الجفن، وكلفت أحد زملائى بمباشرته، وانطلقت إلى ابنى لأكتشف أن الإصابة نتيجة إلقاء لوح رخام عليه فرقت 2 سم عن الشريان الرئيسى فى المخ، وكاد يودى بحياته، لكن الإصابة ستؤثر على حياة ابنى، حيث قد يتعرض لإغماءات بسيطة من حين إلى آخر. ■ فى رأيك، هل ما حدث قد يكون بداية جديدة لجولة أخرى من المقاومة التى سيخوضها الشعب المصرى؟ - للأسف ما حدث كان عبثا، لكننا سنضطر إلى استكمال ذلك بعد دلائل تؤكد أننا سنواجه نظامًا جديدًا فاسدًا.. فالشعب مؤمن بالثورة التى تعطى للمواطن حقه فى المعارضة والأمان والعلاج، خصوصا أن المواطن بمصر يموت إما ضريبة للتظاهر أو انعدام سياسات وخطط المنظومة الصحية. ■ وماذا تقصد بالسياسات المنعدمة بالمنظومة الصحية، التى تودى بحياة المرضى؟ - تلك السياسات تعكسها ما حدث مع ابنى منذ إصابته فلولا حصوله على العناية اللازمة بالوقت المناسب لاحتسب مع الشهداء، فهناك آلاف البشر تزهق أرواحهم بسبب افتقاد نظام صحى صحيح، فالدقيقة تفرق مع حياة شخص والتأخير فى نقله للمستشفى وافتقاد خطة طوارئ حقيقية، بمعنى أن هناك استشاريا وطبيب تخدير وعامل أسانسير، الكل يعرف أن هناك حالة طوارئ، وأن له دورًا محددًا يجب أن يقوم به على أكمل وجه.. فعلى سبيل المثال مصابو العيون منذ أحداث يناير قد تعرضوا لإهمال أو عشوائية فى نقل المصابين، فضلا عن أن أكبر دليل على افتقادنا هذا النظام الطبى الصحيح هو الارتفاع الشديد فى نسبة قتلى حوادث الطرق فى مصر ■ وما موقفك من إضراب الأطباء المستمر منذ أكثر من شهر؟ - إضراب الأطباء فرصة سانحة لفرض حل حقيقى فى ملف الصحة، خصوصا أن ناشطى الأطباء لديهم أهداف واضحة ورؤى واضحة، إضافة إلى أن الصحة أولوية حرجة لا بد أن يتم الصرف عليها بشكل حقيقى. ■ وما رأيك فى حجة ضيق ذات اليد التى تسوقها وزارة المالية والرئاسة تجاه مطلب الأطباء برفع ميزانية الصحة؟ - الأزمة لا تتعلق بتوافر الميزانية الكافية، لكننا نحتاج إلى خطة واضحة تؤكد المضى فى الاتجاه الصحيح، نحتاج إلى خطة تدريب للطوارئ بجدول زمنى محدد وإنشاء نماذج تجريبية لمستشفيات بنظام صحى جديد يمكن تعميمه بعد ذلك، خصوصا أن مصر لا تعانى من نقص عدد المستشفيات، فهى متوافرة فى أغلب المحافظات لكن أغلبها عبارة عن مبانٍ ضخمة دون خدمات صحية حقيقية، بل وبعضها مغلق تمامًا دون سبب واضح، وفى المقابل هناك كوارث تحدث مثل أن يقوم مجلس الوزراء الحالى بسحب جزء كبير من إيرادات قصر العينى الفرنساوى، وهو كيان استثمارى خارج ميزانية الصحة، فبدلا من أن يتم توجيهها لتحسين الخدمات الصحية يتم استخدامها لتمويل جهة أخرى وهذا غير معقول.