للمرة الثانية منذ تولى الدكتور مرسى منصب الرئيس، يخرج علينا الكاتب الصفحي "وائل قنديل" بمقال فذ بعنوان "رائحة الرئيس والمعارضة العفنة" أفقدنى القدرة على النقاش والحوار لأجد عقلى خوايا لا يحوى إلا سؤالا واحدا:"هى الناس ازاى بقوا كتاب كبار؟". أتذكر المقال الأول؛ "بيرة يا مرسى" الذى مارس فيه استاذنا الكبير نصيبه من الأقصاء ليحدد أيا من المسيرات يجب السماح بها وأيا يجب أن نعتبره "قلة أدب" ... كما لو كانت "الحرية" مشروطة بمعيار وائل قنديل الأخلاقى. قنديل الذى صال وجال بين القناوات يدافع عن "الملحد علاء عبد الفتاح"، رغم أن إلحاده بنفس المقياس الإقصائى يوجب على استاذنا الهجوم عليه لا دعمه ... ليضع نفسه محل تساؤل، هل كان تضامن الأستاذ مع الحريات مرتبط بالظهور على الفضائيات فقط؟!
أما المقال "طيب الرائحة" الذى ابتلينا به اليوم بجريدة الشروق، فيبدأ بالإنجاز "الأكبر" للرئيس مرسى بعد 120 يوما، وهو سقف المعارضة المرتفع!!
أستاذ وائل، هل تتذكر كيف دخل الرئيس مرسى –الذى انتخبته أنا شخصيا– إلى سباق الرئاسة؟ دخل احتياطيا أو كما وصفه "إبراهيم عيسى" بإنه "استبن" ...مع أنى لست متفقا مع هذا الوصف، لكن الصندوق أثبت أن تلك الألقاب لا تهم. فقد وقعنا فى النهاية ما بين "استبن" الإخوان و"بلوفر" الفلول كما كان يقال فى الشارع. ذلك كان الوضع فى مصر منذ 120 يوم، لم يكن الدكتور مرسى أو الفريق شفيق فوق مستوى النقد، بل ذاقا وأسرهم ومعارفهم الويل من هجوم الطرف الأخر.
يا استاذنا الكبير، فقد منصب الرئيس المصرى هيبته الظالمة فى 25 يناير 2011، عندما قرر حفنة من الشباب أن "حسنى باطل"، فى هذا اليوم تحطمت أسطورة "بابا"، انتهى عصر الرئيس القائد الذى يعيش 80 مليون مواطن تحت جناحه، وبدم مئات الشباب اعدمت مصطلحات بالية إلى مزبلة التاريخ.
فرجاء لا تنسب إلى الرئيس "إنجازات" ليس له يدا فيها، فإذا كان مرسى يستطيع إسكات الألسنة ما تركها تنطق!! وإذا كنت تختلف معى، أخرج محمولك من جيبك، وأتصل بأى صحفى فى أى جريدة مصرية، واطلب منه لائحة المفصولين والممنوعين من الكتابة فى عصر "رؤساء تحرير مرسى" وأخبرنى عن حجم هذا "الإنجاز الأكبر"!
يا سيدى الفاضل، ليس هناك معيار أو ميثاق لنقد المسؤولين، ولا تصنع الهيبة بقوانين الذات الرئاسية والملكية ولا بعصا الأمن المركزى. كان الرسول (صلى الله عليه وسلم) ذو هيبة، لكن هذا لم كونه أرحم الناس بالناس جميعا، ومن هنا يأتى سر عبقرية الإسلام. المعايير التى تتحدث عنها هى معايير صناعة الفرعون لا القادة!
أما عن الصحافة الرخصية التى لا تعجبك، فلا تقرأها. فهى نتاج فتح نافذة مغلقة منذ 30 عاما! فلا تقلق، ستفقد مثل تلك المطبوعات مصدقيتها كما فقدتها الجرائد القومية.