بعد نحو شهر ونصف الشهر من موجة احتجاجات أعضاء نقابة الأطباء البيطريين أمام مجلس الوزراء، وعلى خلفية أزمة نفوق الدواجن التى فرضت نفسها على اجتماع رئيس الوزراء ووزير الداخلية مؤخرا، عقد هشام قنديل رئيس الوزراء اجتماعا أمس فى مقر المجلس مع سامى طه نقيب البيطريين، وبحضور وزير الزراعة و6 من أعضاء نقابة البيطريين، التى تضم نحو 50 ألف طبيب بيطرى على مستوى الجمهورية، اتفق خلاله على اتخاذ الإجراءات لتعيين نائب لوزير الزراعة لشؤون الثروة الحيوانية، تكون مهمته التنسيق بين الجهات المنوطة بتنمية الثروة الحيوانية ودراسة عودة تكليف الأطباء البيطريين. احتجاجات الأطباء البيطريين كانت قد تصاعدت بعد تجاهل دعوتهم فى لقاء الرئيس مرسى الشهر الماضى مع أعضاء المهن الطبية، ودون توجيه الدعوة لممثلين عن الأطباء البيطريين باعتبار أنهم يندرجون ضمن أعضاء المهن الطبية، فقد نظموا وقفة احتجاجية أمام مجلس الوزراء يوم 23 سبتمبر الماضى للمطالبة بالاستقلال عن وزارة الزراعة وإنشاء وزارة مستقلة لهم، إلى جانب الإشراف على سلامة الغذاء وعودة التكليف البيطرى الذى تم إلغاؤه منذ عام 95، ومساواتهم بالأطباء البشريين فى كل الحقوق. صلاح عبد المؤمن وزير الزراعة قال فى مؤتمر صحفى عقب اللقاء، إن رئيس الوزراء بحث سبل الاستفادة من خبرات البيطريين فى تنمية الثروة الحيوانية. على جانب آخر، ناقش الاجتماع أزمة نفوق الدواجن، والتى ناقشها رئيس الوزراء مع وزير الداخلية أول من أمس خلال لقائهما معا، وقال الدكتور سامى طه نقيب البيطريين إن النتائج شبه النهائية أكدت أنه لا توجد أى مسببات مرضية، وإن نفوق الطيور يرجع لوجود غازات سامة من المصانع المجاورة. مشيرا إلى أن هذا الأمر تم فى ليلة العيد والطب الشرعى سيثبت هذا بشكل نهائى.
وزير الزراعة قال إنه عرض على رئيس الوزراء كل التقارير الخاصة بهذه المشكلة، وأكد أنه كان على اتصال دائم برئيس الوزراء فى إجازة العيد، وأن النتائج أثبتت أنه لا توجد أى أمراض معدية، وأنه أصدر توجيهات بإجراء مزيد من الفحوص للأعلاف والمياه، للتأكد من عدم وجود أى أمراض معدية بها.
«الغاز برىء من نفوق الدواجن بالدقهلية».. هذا ما أكدته ل«الدستور الأصلي» الدكتورة سهير حسن عبد القادر رئيس الإدارة المركزية للطب الوقائى بوزارة الزراعة. عبد القادر قالت فى تصريحاتها ل«الدستور الأصلي» إن إجمالى ما نفق من الدواجن بلغ 85 ألف طائر، وإن العينات التى تم سحبها وتحليلها أمس أكدت أن نفوق الدواجن لا علاقة له بالغاز، والذى أشيع أنه كان سببًا لنفوق الدواجن، كما أن النفوق لا علاقة له بأى مرض فيروسى، كما أكدت نتائج العينات التى تم سحبها أنه لا وجود لمرض انفلونزا الطيور، ولا أى مرض آخر، وأن كل الاحتمالات تشير إلى تلوّث من خلال «المعاملات»، والمعاملات تعنى كل ما يتعامل معه الطائر من أعلاف وتغذية ومياه، وأنه ربما يكون النفوق سببه تلوث فى المياه أو الأعلاف الحيوانية.
عبد القادر أوضحت أنه تم تشكيل لجنتين بوزارة الزراعة، الأولى انتهت أول من أمس من القيام بعملية مسح شامل على مدينة ميت غمر بالكامل، وتم أمس القيام بسحب عينات للمرة الثالثة بشكل أكبر، فى مدينتَى أجا والسنبلاوين لمعرفة الأسباب التى أدّت إلى نفوق الدواجن، مشيرة إلى أنه لا حالات جديدة لنفوق الطيور وأن نتائج العينات ستظهر خلال يومين بمعامل معهد بحوث صحة الحيوان ومعهد بحوث المياه ومعهد بحوث الأعلاف.
الدكتور موسى عبد الحميد مدير إدارة الأوبئة والأمراض الفيروسية بوزارة الزراعة، قال إن نفوق الدواجن سببه ظاهرة الموت المفاجئ، وهى ظاهرة تحدث للبشر أيضا، حيث يحدث نفوق خلال ساعتين لأسباب مجهولة، لافتا إلى أن نتائج التحاليل ستثبت أى العوامل أدّت إلى نفوق الدواجن.