أراد أحد الزجالين بعد رحيل أم كلثوم أن يؤكد للصحفيين أنه كان قريبًا منها، فأطلق على نفسه هذه الطرفة التى صدقها الكثيرون، معتبرين أنها فى النهاية تصب لصالح أم كلثوم، وكثيرًا ما تضاف إلى رصيدها باعتبارها واحدة من قفشاتها الشهيرة.. قال الزجال إن أم كلثوم التقت به فى مكتب «بابا شارو» رئيس الإذاعة بحضور محمد القصبجى، فقال لها القصبجى إن فلانًا يرتدى جرافت قديمة لا تساوى خمسة قروش، فقالت له أم كلثوم كيف تقول ذلك؟ دى فيها زيت بخمسة جنيهات والمقصود بالطبع بالزيت أن صاحبنا لا يقوم بتنظيف ملابسه أبدًا.. القصة وهمية لأن أم كلثوم لا يمكن أن تهين أحدًا تتعرف عليه لأول مرة،
كما أنه من المنطقى أن أم كلثوم عندما تلتقى هى والقصبجى فى مكتب موظف كبير أن لا يوجد طرف رابع.
تذكرت تلك الواقعة المختلقة وأنا أتابع واحدة أخرى مع الأسف حقيقية، فلم أصدق عينى وأنا أقرأ هذا الخبر فى أكثر من جريدة عن تلك الصفعة التى كانت من نصيب رامز جلال، عندما منح خده لعادل إمام لكى يصفعه، ومن الواضح أن فى خد رامز شيئًا لم يستطع عادل أن يقاومه، فقال لعادل على سبيل المداعبة اضربنى يا زعيم، وفى تلك اللحظة كان صوت الصفعة قد ملأ جنبات دار السينما، وبعد أن شعر الناس باستغراب ودهشة، معتقدين أن عادل على خصومة أو أن رامز تطاول بكلمة أغضبت الزعيم، فوجئوا بأن رامز يقبِّل خد عادل سعيدًا بأنه منحه هذا الشرف وأن خده الأيمن الذى تلقى هذه الصفعة صار يتباهى على الأيسر الذى لم يحظ بهذا الشرف.. قالوا إن الصفعة جاءت لمن يستحقها، لأن رامز كثيرًا ما يورِّط النجوم فى مقالب.. صحيح أن عادل لم يتعرض لأى واحدة من هذا النوع ولكنه يثأر لقبيلته باعتباره زعيمهم!! هذا هو ما حدث بالضبط قبل بضعة أيام فى أثناء العرض الخاص لفيلم «بارتيته» الذى لعب بطولته رامز، ووافق عادل على قبول الدعوة بالحضور.. أتصورها واحدة من انفلاتات أو شطحات عادل عندما يخونه التعبير ولا يدرى هل هذه الكلمة أو الموقف مضحك أم به تجاوز لا يليق.
وبالطبع قد تقول وما هو دخلك بهذا الموضوع، واحد صفع واحد.. المصفوع راضى والصافع راضى، فلماذا تلعب أنت دور القاضى.
الحقيقة أنا لا أتوقف عند هذه الحكاية تحديدًا، ولكنى أتعجب بسبب حالة الانسحاق التى بات عليها أغلب النجوم والنجمات أمام مَن اعتبروه زعيمهم وأصبح من حقه أن يصفع هذا ويمنح ذاك ركلة والثالث ربما يجد أنه لا يستحق سوى بصقة.. فى كل أفلام عادل ستجد أنه ينهال ضربًا على النساء والرجال الذين يشاركونه فى التمثيل، الصفعات من نصيب الرجال والركلات تتوجه مباشرة إلى مؤخرات النساء، وكأن مَن يتعاقد على العمل الفنى يوقِّع فى نفس الوقت على كمية لا بأس بها من الركلات أو الصفعات.
حالة الانسحاق فى الوسط الفنى صارت بمثابة القانون الدائم، وكثيرًا ما نقرأ هذه العبارة التى صارت كليشيه، لو «الأستاذ» طلبنى فى مشهد كومبارس صامت سوف أوافق، ولو راجعت ما الذى تقوله أغلب النجمات اللائى يرشحهن عادل لمشاركته البطولة ستجد تلك الإجابة: اتصل بى الأستاذ أو الزعيم، أو أخذًا بالأحوط الصفتين معًا، وقال لى إنت معانا، لم أصدق أن المتصل هو الزعيم الأستاذ، وعندما تأكدت قلت له لن أقرأ السيناريو، سوف أوقِّع على الفور، يكفينى أن أمر مجرد عبور سريع فى كادر لكى أدخل التاريخ.
ورغم ذلك فليس الجميع على تلك الحالة الصارخة من الهوان، أتذكر أن شريف منير عندما طلبه عادل لمشاركته بطولة فيلم «عريس من جهة أمنية»، اشترط أن يقرأ السيناريو أولًا.. آثار الحكيم فى فيلم «النمر والأنثى» اختلفت مع عادل عندما أراد أن يلتقط لها صورة فى أثناء قبلة، بغض النظر أنها مجرد قبلة سينمائية، وأن آثار تتزمت أحيانًا فى آرائها ومواقفها، ولكن من حقها أن توافق أولًا على أن تلتقط لها صورة.. آثار منذ ذلك الحين لم تشارك عادل فى أى عمل فنى، فهو صاحب القرار فى ترشيح كل مَن يعمل معه.. مبروك لرامز الصفعة، ولعله ينتظر على أحر من الجمر فى العرض الخاص القادم لفيلمه الجديد ركلة، أو لو كان سعيد الحظ بصقة!!