قال إن بلاده لا تريد مساعدات مالية من أحد بل تريد دعماً سياسياً وضع اليونانيون عليه الكثير من الآمال في التخلص من الأزمة الاقتصادية الخانقة التي تعرضت لها البلاد، إنه زعيم الحزب الاشتراكي اليوناني الذي فاز في الانتخابات العامة وليتزعم حكومة جديدة تتولي مقاليد السلطة بعد خمس سنوات من الغياب. جورج باباندريو الذي لم يرض بإهانة بلاده ذات التاريخ العريق حين قال إن بلاده لا تريد مساعدات مالية من أحد. «باباندريو» قصرما تحتاجه اليونان علي الدعم السياسي حتي تتمكن من الاقتراض بنفس سعر الفائدة الذي تقترض به بلدان أخري، وليس بسعر فائدة مرتفع يعرقل جهود التغيير، حيث تعاني اليونان من أعلي نسبة عجز في الموازنة بأوروبا، والذي تعهدت حكومته بالعمل علي خفضه خلال السنوات الثلاث المقبلة، حيث تخطط أثينا لخفض هذا العجز من 7.12% من الناتج الإجمالي سنوياً إلي 8.2%. الوضع في اليونان جعل دراسة القادة الأوروبيين موضوع «الحكومة الاقتصادية» لأوروبا أكثر إلحاحاً ويهدف هذا المشروع إلي تعزيز تنسيق السياسات الوطنية بين الدول الأعضاء، وكانت اليونان قد أعلنت سلسلة من الإجراءات للتصدي للاحتيال والتهرب الضريبي وخفض علاوات الموظفين ونفقات المستشفيات، كما قررت الحكومة تحت ضغط شديد اعتماد تجميد تام لأجور الموظفين ورفع السن القانونية للتقاعد وزيادة الرسوم علي الوقود. «باباندريو» في أثناء حملته الانتخابية تعين عليه أن يبذل الكثير من الجهد لإقناع الناخبين بقدرته القيادية وكفاءته السياسية بعد أن قضي السنوات الأولي من مسيرته تحت قيادة والده الزعيم السياسي الاشتراكي الكبير الذي منحه منصب «وزير» في الثالثة والثلاثين من عمره. وقد نجح بالفعل بعد هزيمة حزبه مرتين في انتخابات 2004 و2007، في إقناع الناخبين بخطته الرامية لإعادة الحيوية إلي الأسواق خلال 100 يوم والتي استلهم فيها استراتيجية الرئيس الأمريكي باراك أوباما، متعهداً بالتفاوض من أجل التوصل إلي اتفاق جديد مع المفوضية الأوروبية. قبل عامين واجه «باباندريو» أسوأ هزيمة سياسية لحقت بحزبه الاشتراكي أمام المحافظين علي خلفية مقتل 77 شخصاً بفعل حرائق الغابات التي انتشرت في أرجاء واسعة من اليونان، أدي هذا الفشل إلي حملة شديدة من الهجوم عليه حتي من جانب الصحف المتعاطفة أو المحسوبة علي الاشتراكيين، وتدهورت صورته أكثر بعد الحادث الذي تعرض له وهو يركب دراجته وأدي إلي إصابته في ظهره وكسر أحد أصابعه. ولد باباندريو لأم أمريكية وقضي سنواته الأولي في كندا والسويد، مما دفع خصومه إلي اتهامه في مرحلة ما بالوقوع تحت التأثير الأمريكي واللعب لصالح الأمريكيين. هو حفيد جورج باباندريو الكبير الذي ولد في 1888 وتوفي في 1968 وأحد كبار السياسيين الاشتراكيين اليونانيين، وأول رئيس للحكومة اليونانية بعد الحرب العالمية الثانية.. كما أن والده هو أندرياس باباندريو الذي ترأس الحكومة ثلاث مرات وعرف بمواقفه المناوئة لواشنطن، ونجح في جذب اليونان خارج حلف الأطلسي وجعلها أحد بلدان حركة «عدم الانحياز» في زمن الحرب الباردة.