رحلة المعاناة والبحث عن المتاعب هي الوصف الطبيعي لحضور الزيارة الشعبية الأولى لرئيس الجمهورية الدكتور محمد مرسي إلى محافظة الإسكندرية، اليوم الجمعة والتي شهدت إجراءات أمنية مشددة منذ الساعات الأولى لصباح اليوم من جانب قوات الأمن والحرس الجمهوري لتأمين زيارته لأداء صلاة الجمعة بمسجد سيدي جابر الشيخ في منطقة سيدي جابر، فيما احتشد الآلاف من المنتمين للجماعة والحزب لاستقباله. وانتشرت عشرات السيارات التابعة للأمن المركزي بكثافة بمحيط المسجد لتأمين المكان، والعربات المصفحة والمدرعة فضلاً عن انتشار جنود من الأمن المركزي والحراسات الخاصة ورجال الأمن السري والمباحث الجنائية وخبراء المفرقعات وسيارات الحرائق والإطفاء وسيارات الإسعاف لمسافة تزيد عن خمسمائة متر مربع من المسجد الواقع أمام ساحة قيادة المنطقة الشمالية العسكرية وهو ما رجح البعض اختيار المسجد القريب منه لزيادة التأمين.
في الوقت نفسه، أحكم كل من حزب الحرية والعدالة وجماعة الاخوان المسلمين بالإسكندرية سيطرتهما على تنظيم زيارة الرئيس وأقاموا منصة شعبية أمام ساحة المسجد تمهيداً لإجراء أول لقاء جماهيري شعبي لإلقاء خطبته في الجماهيرعقب أداء صلاة الجمعة.
واحتشد الألاف من انصار حزب الحرية والعدالة وجماعة الإخوان في ساحة المسجد بينما شهدت عملية دخول المواطنين العاديين إلى ساحة المسجد أو المسجد نفسه لأداء الصلاة صعوبات كبيرة مع انتشار البوابات الإلكترونية للتفتيش، ورفض القائمين عملية تسهيل الدخول بحجة التأمين فيما وتكدس المسجد وساحته، بينما لم يجد حاملي كارنيهات الحرية والعدالة والمنتمين لجماعة الإخوان المسلمين نفس الصعوبة.
وشهدت عملية دخول ساحة المسجد أو المسجد نفسه بسبب تعدد وجود نقاط التفتيش وانتشار نحو 6 بوابات الكترونية، فيما انتشرت الطوابير من أمام ساحة المسجد المواجهة لمقر قيادة المنطقة الشمالية بمنطقة سيدي جابر الشيخ بالقرب من محطة سيدي جابر القطار أملاً في حضور اللقاء.
ومن امام المسجد تم وضع بواباتين الكترونيتين لتفتيش الحضور وقف على الأولى اللواء خالد غرابة مساعد وزير الداخلية و مدير أمن الإسكندرية، بينما وقف مندوبين من حزب الحرية والعدالة وبحوزتهم كشف بأسماء الناس المسموح بدخولهم إلى المسجد الذي انتشر بداخله قوات من الحرس الجمهوري وأعضاء مكتب الإرشاد بالإسكندرية برئاسة المهندس مدحت الحداد مسؤول المكتب الإداري ومسؤولي الحزب وأعضاء مجلس الشعب عن حزب الحرية والعدالة وعدد من القيادات الشعبية والتنفيذية.
وفي تمام الساعة الحادية عشر و15 دقيقة وقبل وصول الرئيس تم قطع جميع وسائل الاتصال بقطع شبكات الهواتف المحمولة والانترنت لتنعزل منطقة سيدي جابر عن العالم الخارجي إلا بصوت قارئ القرآن الكريم، فيما ارتفعت أهاليل الفرحة والهتافات المؤيدة للرئيس مع هبوط احدى الطائرات الهليكوبتر إلى باحة قيادة المنطقة الشمالية اعتقاداً بوصول الرئيس ايذاناً بوصوله الإسكندرية لأداء الصلاة وإقامة أول مؤتمر جماهيري.
وشهدت ساحة المسجد وجود العديد من اللافتات المؤيدة لزيارة الرئيس والتي ترحب بزيارته خاصة من حزب الحرية والعدالة، وحزب النور السلفي، والدعوة السلفية، وحزب البناء والتنمية واتحاد أقباط من أجل الوطن، وغيرها من اللافتات الداعمة لقرار إقالة النائب العام.
وشهدت عملية الحضور أسرالعديد من الشهداء تتقدمهم أسرة الشهيد كريم محمد الذي تم رفع صور له خلال خطبة رئيس الجمهورية لتذكير الرئيس بحق الشهداء بعد المحاكمات التي وصوفوها ب «الهزلية».
وفي تمام الحادية عشر وأربعين دقيقة تم رفع أذان صلاة الظهر إيذاناً ببدء صلاة الجمعة وذلك قبل موعده بنحو عشر دقائق وذلك مع دخول الدكتور محمد مرسي رئيس الجمهورية الأمر الذي أصاب الحضور بالحيرة والشك.
مواضيع ذات صلة:
مرسي يصل مسجد «سيدي جابر» بالإسكندرية لأداء صلاة الجمعة وسط إجراءات أمنية مكثفة