أكد رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان جاهزية الجيش التركي للرد "بالمثل" على قصف القوات النظامية السورية اليومي للأراضي التركية مشيرا أن أن أنقرة جاهزة لكل الاحتمالات في وقت تفقد فيه رئيس أركان الجيش التركي الجنرال نجدت أوزل الوحدات العسكرية المنتشرة في محافظة هاتاي بجنوب البلاد المتاخمة للحدود السورية. وأوضح أردوغان -في خطاب أمام البرلمان- أنهم صبروا كثيرا على "الانتهاكات" السورية على الحدود ولكن عندما قتل مواطنون "رأينا وجوب التدخل"، وأضاف "سنضرب من يضربنا".
ولفت إلى أن بلاده ستستخدم كل الوسائل بما فيها الدبلوماسية للدفاع عن أرضها وشعبها إلى أن "نستنفد كل الخيارات السياسية".
وأضاف أن الرئيس السوري بشار الأسد انتهى بعدما فقد شرعيته, وأوضح أن دعمه للأسد في مرحلة سابقة كان مشروطا بالإصلاحات وللدفاع عن الشعب السوري لكن الأسد -حسب أردوغان- لم يفعل ذلك "بل خان تركيا".
وأعلن أن بلاده ستواصل دعمها للشعب السوري مشيرا إلى أنه "لا عذر لنا في إدارة الظهر للسوريين". وشن أردوغان هجوما قويا على حزب الشعب الجمهوري أكبر أحزاب المعارضة بسبب موقفه من المذكرة البرلمانية التي أجازت للحكومة التدخل عسكريا في سوريا إذا اقتضت الضرورة.
وكان البرلمان قد وافق على المذكرة التي رفعتها له الحكومة بعد مقتل خمسة أتراك وجرح آخرين في منطقة "آقجة قلعة" جنوب تركيا، كما سقطت ست قذائف على مناطق من محافظة هاتاي مما أدى إلى تصاعد التوتر بين الجانبين.
وانتقد أردوغان حزب الشعب وزعيمه وقال "إذا كانت كرامتكم تقبل هذا فعزة نفسنا لا تقبل". وأضاف أنه من لا يقف موقفا وطنيا في أزمتنا هذه ويقوم بدعم النظام السوري والدفاع عمن وصفهم بأنهم قتلة أبناء الشعب التركي "عليه أن يرحل عنا".
في غضون ذلك ذكرت وكالة الأناضول التركية للأنباء أن جولة رئيس أركان الجيش جاءت في إطار تفقده قيادة اللواء 39 من المشاة ليكمل بعدها جولته في المنطقة، وتفقد باقي الوحدات العسكرية.
ورافق رئيس الأركان ضباط كبار في جولته التفقدية للحدود بينهم قائد القوات البرية الخاصة وقائد الجيش التركي الثاني إضافة إلى آخرين.
وقال الرئيس التركي، عبد الله غل أمس الاثنين إن ما يحدث في سوريا أسوأ سيناريو يتم تنفيذه في البلاد، موضحا أن ذلك يؤثر على تركيا التي تتخذ حكومتها "الإجراءات المناسبة" التي تراها.
وأعلنت القوات التركية أمس أنها نقلت عددا من الآليات العسكرية من مدينة إسكندرون الواقعة بجنوب البلاد إلى مدينة الريحانية على الحدود مع سوريا.
في غضون ذلك أعلن رئيس مجلس الشورى الإيراني علي لاريجاني أن إيران مستعدة للعمل من أجل "إعادة الهدوء وإزالة التوتر" في العلاقات بين سوريا وتركيا.
وذكرت وكالة مهر الإيرانية للأنباء أن تصريح لاريجاني جاء خلال اتصال هاتفي مع رئيس البرلمان التركي جميل جيجك.
وقال التقرير إن لاريجاني أكد أهمية إزالة التوترات بين تركيا وسوريا بشكل فوري. وذكر أن تصعيد وتيرة الاضطرابات في المنطقة يضر بالمصالح "ومبدأ الوحدة بين الدول الإسلامية في المنطقة بأكملها".
وذكر أن طهران مستعدة لاتخاذ خطوات كبيرة للمساعدة من أجل إعادة وتحقيق الهدوء في العلاقات بين البلدين. ودعا المسؤول الإيراني تركيا إلى بذل مساعيها الإنسانية من أجل الإفراج عن الإيرانيين الذين تم اختطافهم في سوريا.