سادت حالة من الغضب أهالي قرية المريس التابعة لمحافظة الأقصر بعد الإعلان عن إنشاء مشروع مرسي سياحي علي مساحة 500 فدان من أجود الأراضي الزراعية ورفض الأهالي إقامة هذا المشروع لأنه يعتبر جورًا علي الأراضي الزراعية، التي تنتفع بها مئات الأسر وتبعد منازل عشرات المواطنين عن النيل، وطالب الأهالي جميع المسئولين التدخل من أجل إعادة النظر في إنشاء مثل هذا المشروع الذي سوف يتسبب في تشريد مئات الفلاحين من أراضيهم.. «الدستور» التقت عبدالعاطي عربي عرابي المحامي الذي قال إن الناس خارج مصر يسخرون منا لأننا نقوم بإنشاء مشروعات علي أجود الأراضي ثم نذهب لاستصلاح وزراعة الصحراء وأن العمل في مجال السياحة والفندقة لا يصلح مع أهالي قرية المريس الذين لايجيدون سوي الزراعة والإنتاج الحيواني. وقال زين العابدين محمد المحامي إن أهالي المريس غير ملزمين بتقديم أراضيهم ومساكنهم للحكومة من أجل إقامة مرسي سياحي، وقد استعنا بالدكتور ممدوح حمزة لتقديم مقترح بديل بعيدًا عن أراضي المريس، وأكد أن مشروع الحكومة سيقام علي 500 فدان. وأضاف أن نقل الملكية من شروطه اقتناع صاحب الأرض والرضا فكيف ينزعون ملكية أراضينا وينقلون ملكيتها لآخرين رغما عنا وإننا ما زلنا نتبع الطرق القانونية في التعبير عن رفضنا للمشروع ووصول أصواتنا للمسئولين محذرًا من رد فعل عنيف من الأهالي في حال إصرارهم علي إقامة المشروع بالقوة.. وطالب بالشفافية من قبل المسئولين متهما إياهم بالتضليل. اقترح كمال السعدي - أحد المزارعين - أنه لابد من إقامة قرية بديلة في حوض الخمسين أو الأربعين وإلا سوف يتشرد أهالي المريس، وتساءل حربي السعدي غنيم - كيف سيتم تهجيرنا وهل سيكون لأبناء المريس النسبة الأكبر في العمل بالمشروع، وما الضمانات التي تضمن استفادة أبناء القرية من المشروع وكيف سنتمكن من العمل والاستفادة من المشروع في حال تهجيرنا بعيدًا عن قريتنا؟! فنحن لا نري غير زحام إعلامي ووفود من اللجان والمنظمات دون أن نري حلا فنحن نريد وقفة جادة ووضع حلول وتعبنا من الكلام، وقال علاء الدين أنور خضري: إنه يستغيث بالرئيس مبارك لأن الناس في قرية المريس حالها واقف منذ 3 سنوات وأرسلنا مئات الشكاوي والاستغاثات التي لو أرسلوها علي ظهر سلحفاة لكانت قد وصلت للمسئولين وأنه وغيره من أهالي المريس محرومون من تجديد منازلهم وتوسعتها أو تزويج أبنائهم. وأكد بهاء ذكي قاسم أن أي مسكن هنا في شارع طراد النيل عمره 200 عام ورجالنا جاهدوا وتغربوا سنين طويلة ليتمكنوا من بناء تلك المساكن واحنا عاوزين نعرف ليه ياخدوا أراضينا ويمنحوها للمستثمرين ومفيش مرسي في المريس إلا علي جثثنا عاوزين ينزعونا من جذورنا لصالح المستثمرين ورجال الأعمال، ولن نستسلم ومش طالعين لا من بيوتنا ولا أراضينا. وقال الحاج عبدالعزيز عمران عبدالباري - من كبار مزارعي المريس - هل تقبل الحكومة أن نكون ملاك الأراضي خدمًا عند المستثمرين ورجال الأعمال، ثم إنهم يقولون إن المشروع سيوفر عشرة آلاف فرصة عمل ونحن لا نفهم إلا في الزراعة ولو كان المشروع سيوفر عشرة آلاف فرصة عمل فإنه سيضيف ستة آلاف عاطل من العاملين بالزراعة في القرية.