قبل دخول الشتاء، الكتاب يظهر من عنوانه، إذ اشتعلت مبكرا حرب الحصول على أسطوانة غاز، تمثل الحد الأدنى من كرامة المواطن، بين المواطنين وسط سقوط جرحى ومصابين فى عدة محافظات، وارتفع سعر الأنبوبة فى بعض المدن والمراكز إلى 55 جنيها وسط صمت المسؤولين وقبل أيام من انتهاء برنامج المئة يوم للرئيس محمد مرسى الذى كان حل أزمة البوتاجاز والوقود عموما أحد بنوده الخمسة. ففى الدقهلية، اشتعلت أزمة نقص أنابيب البوتاجاز مع اقتراب فصل الشتاء حتى بلغ سعر الأنبوبة أكثر من 30 جنيها نتيجة سيطرة بعض أصحاب سيارات النقل وعربات الكارو على مهام توزيعها، وشهدت مدينة طلخا مساء أول من أمس اشتباكات ومشاجرات بعد تجمع المئات من أهالى المدينة حول سيارة توزيع الأنابيب، وتدخل عدد من السلفيين وأعضاء من جماعة الإخوان المسلمين لتنظيم عملية التوزيع إلا أنها شهدت حالة من الهرج والمرج مما أضطر عبد الرحمن الشهاوى رئيس مجلس مدينة طلخا، إلى نقل السيارة ناحية قسم شرطة طلخا للسيطرة على الموقف، وبعد وصول السيارة تجمع المواطنون ونشبت اشتباكات بين عدد من المواطنين أدى إلى إصابة عدد من المواطنين مما اضطر رجال الشرطة إلى التدخل واستدعاء قوات من الأمن المركزى لفض الاشتباك وتنظيم عملية التوزيع والسيطرة على الموقف.
وفى كفر الشيخ، بدا البحث عن أنبوبة بوتاجاز لغزا محيرا رغم وجود مصنعين للغاز، الأول فى دسوق والثانى فى بلطيم، واستخراج الغاز من حقول الغاز شمال المحافظة إلا أن سعر أنبوبة الغاز قفز إلى 25 جنيها، بينما يسهر مواطنون للصباح يضعون الأنابيب الفارغة بجوار الباب مباشرة لسهولة حملها بمجرد سماع خبر وصول سيارة الأنابيب، إلا أن الانتظار طال دون تدخل المسؤولين.
وفى المنيا، ما زالت أزمة نقص أسطوانات البوتاجاز تضرب المحافظة بعنف خصوصا فى القرى، مما دفع الفلاحين إلى العودة لاستخدام بوابير الجاز لطهى الطعام، بينما تشهد الأحياء الشعبية والمناطق العشوائية طوابير يصطفّ فيها عشرات المواطنين وسط معارك واحتكاكات يومية للحصول على الأسطوانات. الأهالى أشاروا إلى أن سعر الأسطوانة وصل إلى 40 جنيها فى بعض القرى وارتفع ليصل إلى 55 جنيها فى العزب الصغيرة مثل: التل، وكامل عوض، والمصاص، والخشابة. وفى قرية البدرمان بمركز دير مواس انهار سلم مبنى جمعية شرعية على طابور من النسوة فى أثناء انتظارهن الأنابيب، الأمر الذى أدى إلى إصابة 5 منهن بجروح سطحية وخدوش وكدمات.
الدكتور مصطفى كامل عيسى، محافظ المنيا، قرر ربط تسليم أسطوانات البوتاجاز بكل مراكز وقرى المحافظة بالبطاقات التموينية طبقا لقواعد البيانات الموجود لدى مديرية التموين والوحدات المحلية مع إعطاء رؤساء المراكز كل الصلاحيات كلٌّ فى نطاق عمله لضبط عملية التوزيع بعد إخباره بحصته من الأسطوانات بشكل يومى وأرقام السيارات التى ستقوم بنقل الحمولة وكذلك أرقام مسؤولى التموين وكل المشاركين فى عمليات التوزيع والرقابة، فى إطار التصدى لتجار السوق السوداء وضمان وصول الدعم لمستحقيه.
وأوضح المحافظ أنه سيتم تعيين مفتش تموين دائم وممثل لمباحث التموين بمحطات تعبئة البوتاجاز الموجودة فى نطاق المحافظة للتأكد من تعبئة الأسطوانات طبقا للوزن المحدد لها قانونا ومتابعة توزيع الغاز الصب على أسطوانات البوتاجاز.
وفى أسوان، شهدت منطقة السماد شرق مدينة أسوان وقوع مشاجرة ضخمة أمس بسبب أزمة نقص أسطوانات البوتاجاز، حيث أُصيب خلالها 15 شخصا بسبب الصراع أولوية الحصول على أسطوانة البوتاجاز. وكشفت تحريات المباحث أن مشاجرة وقعت بين عدد من أبناء مركز إدفو وآخرين ينتمون إلى قبيلة الحريجية بقنا من المقيمين بأسوان بسبب التزاحم والخلاف على أسبقية الحصول على أنبوبة البوتاجاز فى أثناء عملية توزيعها وتبادل الطرفان إلقاء الحجارة واستخدموا العصِىّ والشوم فأُصيب فى الاشتباكات 15 شخصا من الطرفين بإصابات مختلفة من بينهم 4 أشخاص حالتهم خطيرة.