لا تختلف رؤية الإخوان وقياداتهم للصحافة عن رؤية الحزب الوطنى الفاسد المنحل وقياداته.. ولا يريدونها أن تكشف وتفضح الممارسات والسياسات التى يسيرون عليها.. وإدارتهم للبلاد بعد أن سيطروا عليها بشكل التنظيم السرى لجماعة الإخوان ومكتب إرشادهم. .. فلا يمر يوم إلا وتجد أحد قيادات الإخوان يهاجم الصحافة ويصر على بقاء عقوبات حبس الصحفيين، رغم أن تلك العقوبات تطال الكتاب والمصادر وهم من غير الصحفيين وقد يكون أحد قيادات الإخوان. .. لكنهم لا يفهمون.. ولا يعون. .. ورغم أجهزتهم الإعلامية وقنواتهم وصحفهم ولجانهم الإلكترونية التى تسب كل من ينتقد سياسات الإخوان.. فإنهم يصرون على مهاجمة الصحفيين.. وبنفس طريقة قيادات الحزب الوطنى المنحل وترزية قوانينه وصفوت الشريف ولجنة سياسات مبارك. .. وها هو محمود غزلان عضو مكتب إرشاد الجماعة وعضو الجمعية التأسيسية للدستور يقول إن المواد الخاصة بالصحافة ما زالت محل خلاف شديد داخل الجمعية التأسيسة للدستور «كيف يكون هناك خلاف على حرية الصحافة بعد ثورة قامت ضد الظلم والاستبداد، وكانت الصحافة المعارضة للنظام المحرضة على الثورة». .. ويضيف غزلان أن البعض فى الجمعية يريد للصحفيين أن يفعلوا ما يشاؤون، وأن يقوموا ويسبوا الناس وعند الحكم بإدانتهم يعاقبون بعقوبة مالية وغرامة مالية فقط. .. وقال غزلان أيضا -ومن وجهة نظره وبمرجعيته فى مكتب إرشاد الإخوان الذى يسيطر على الحكم الآن- من اقترف جريمة السب والقذف يجب أن يتعرض للسجن!! هكذا مرة واحدة يا شيخ غزلان. .. ولعلمك.. الصحفيون استطاعوا أن يحصلوا على إسقاط عقوبة السجن فى قضايا السب والقذف فى نضالهم ضد نظام مبارك وترزيته -الذين يبدو أنهم كانوا أرحم منكم- عام 2006، واسأل فى ذلك وزير الإعلام الحالى صلاح عبد المقصود، الذى يتنازل الآن عن مطالب النقابة والصحفيين، ردًّا لجميل الجماعة الكبير عليه.. وكذلك نقيب الصحفيين الحالى والذى منحوه ملف الصحفيين لسيطرة الجماعة عليه.. ومع هذا تكرهون الصحافة والصحفيين. لقد أصبح فى يد الجماعة الآن.. جميع الصحف الحكومية وأصبحت تابعة للإخوان وموالية لهم. .. والمجلس الأعلى للصحافة أيضا. يعنى حافظوا على ميراث الحزب الوطنى.. واستولوا عليه بالقفز على مبادئ الحرية ومطالب الثورة. .. ورغم الجهل العظيم فى الطرح الإخوانى وقياداتهم «بدسترة» حبس الصحفيين.. «فليس هناك دستور فى العالم ينص على حبس الصحفيين.. فالدستور أبو القوانين والمفترض أن يتضمن قيما عامة».. فإنهم أظهروا مدى كراهيتهم للصحافة. .. والله عيب عليكم يا إخوان. .. كلامكم هذا يناقض رئيسكم الذى فى القصر ووعوده، فهل تسيرون على خطى مبارك فى اللف والدوران ومخالفة الوعود. .. ولعلكم تتذكرون الصحافة التى دافعت عنكم وأنتم فى سجون مبارك.. وكان لا حول لكم ولا قوة.. وكانت الصحف التى يسيطرون عليها الآن هى التى تهاجمكم لولائها للنظام ولأمن الدولة.. وهكذا أنتم تسيرون على نفس الخطى ولا تخالفونها. لقد قامت الثورة من أجل الحرية.. وحرية الصحافة هى القاطرة. .. فحاذروا أن تقيدوا الصحافة! ■ ■ ■ إلى النائب العام: التعذيب مستمر فى أقسام الشرطة وأماكن الاحتجاز.. والنيابة التى هى ضمير الأمة العام لا تتحرك.. بل هناك من يجامل ضباط الشرطة.. واسألوا عما جرى فى قسم مركز شرطة المنصورة فى قضية تعذيب المهندس محمد فهيم.