عسكر منشغل بالسياسة وإعلام منشغل بتضليل شعب. أما العسكر ، فقد التحقت بالجيش كجندى طبيب خلال العام البائد وقد علمت أن الله قد أمر معتنقى الإسلام بعتق الرقاب أملا منه سبحانه فى الإنهاء على تجارة الرق ولم أكن على علم باستمرار العبودية فى القوات المسلحة فالجندى المصرى يعمل بالسخرة القهرية مطحونا تحت سفح النظام الهرمى للمؤسسة العسكرية ، يرى فيه القادة سلعة لم يشتروها بثمن بخس حاشا لله بل حصلوا عليها مجانا كطفل من مواليد الثمانينات ملأته الغبطة عندما وجد كوبون الدش داخل علبة الشمعدان (كان التليفزيون الملون حينها إختراعا) . قدت سيارتى ذات مرة 50 كيلو من الهايكستب إلى مدينة 6 أكتوبر لأن ابن قائد المركز فشل فى الثانوية العامة فأراد سيادته أن يقوم بتحويل رغبات قرة عينه من علمى إلى أدبى ، لم تكن تلك المشكلة بقدر ما كانت أن بيت قائد المركز فى 6 أكتوبر أى أنه كان بإمكان فخامة جلالة قداسته أن يذهب بشخصه أو يرسل حرمه ولكنه أرسل طبيب الأسنان من باب الجليطة إلى مديرة المدرسة وكانت الفاجعة الكبرى عندما أخبرتنى الأخيرة أنها تسكن معهم فى العقار السكنى ذاته ! مرة أخرى يطلب منى أن أعثر على بطارية لهاتفه المحمول سونى اريكسون ذلك الهاتف الذى يمتلكه سيادة العميد و يوجد نسخة أخرى منه فى محمية وادى الريان ، لا توجد البطارية إلا فى محل واحد بشارع فيصل وأنا من قاطنى مصر الجديدة، كانت المحاولات المضنية للعثور عليها اشبه بمحاولة لمس أنفك بطرف لسانك ، خمس ساعات من القيادة فى ساعة الذروة عثرت بعدها على البطارية للتليفون ولكن بعد نفاذ بطارية سيارتى . كل تلك الحكايات المسلية وأنا أمتلك وسطة ، غيرى ممن لا يمتلكون الكوسة مهندسون يقومون بغسيل هدوم القائد وتحضير الشاى والقهوة ومفيش مانع ياخدوا أفارول سيادته فمين . القصة الأكثر بشاعة هى ما أبلغنى به أحد الأصدقاء أنه ذات مرة أراد أحد الضباط تكدير عساكر من الصعيد فأمرهم أن يقوموا بتقبيل بعضهم على الطريقة الفرنسية (بوسة مشبك أو بوسة لحوسة فى رواية أخرى ) عندها قام صديقى بإفراغ ما فى جوف معدته . إذا ما أرادت دولة ما النهوض بنفسها فعلى ميزانيتها أن تتمحور حول التعليم والصحة والبحث العلمى ، مازال الإخوان يتبنون مشروعا للنهضة ومازالت ميزانية مصر تتمحور حول مكرونة الجيش إلى جانب المساعدات الأميركية والتى تقدر بحوالي 1.3 مليار دولار سنوياً ساهمت في خلق شبكة بيروقراطية عسكرية من الصفقات الداخلية والفساد. وأما الإعلام فقد لقت الحروف حتفها لتصبح كلمة ولقت الكلمات حتفها لتصبح سطرا ولقت السطور حتفها فى صحف لا هم لها سوى تضليل قارئها وقد عرف النساء منذ القدم بالنميمة حتى ظهر تويتر حينها تبين أن الرجال يتفوقون عليهم فى ذلك أيضا مما يتسبب فى ترويج أطنان من الإشاعات يوميا والغريب فى مصر الان أننا أصبحنا نطلق على الإشاعة إشاعة أخرى فتصبح حقيقة وعندما يتم نفى الخبر بعد ذلك يصبح من الصعب إقناع المواطن بعد ترسخ الإشاعة فى ذهنه أن الخبر عار من الصحة لذا اقترح على عميد كلية إعلام إضافة مادة عن كيفية ترويج الإشاعات بدءا من مضاجعة الوداع نهاية إلى مشاهدة رضيع فى مستشفى الشيخ زايد يناقش عجز الموازنة . الكتابة بخلاف المهن الأخرى مهنة يتزايد نسبة فشل وفساد ممتهنها عندما يتحول من هاو الي محترف فيصبح أداة تكتب بما يتفق ومصالحها الخاصة ويتحول النقد من وسيلة إلى غاية . الإعلام الان أصبح سبوبة رجال فاحشى الثراء أناتيم الفلول يمتلكون جميع المحفزات للتضليل . ماذا فعل مرسى تجاة ذلك ؟ أما العسكر فقد قام بإقالة مدير المخابرات تلميذ عمر سليمان مهندس نظام مبارك إلى جانب سفاح الأندر ايدج ابو طاقية حمرا حمدى بدين عقبال البدلة الحمرا إن شاء الله . جميل هل من أتى بهم مرسى هم موالون للثورة ؟ هل مرسى يمتلك رجالا داخل المؤسسة العسكرية قادرين على تطهيرها ؟ أشك فى ذلك . وأما الإعلام هل تعيين رؤساء الصحف القومية من الفلول وما شابه هو ما قمنا بثورة من أجله ؟ يا أستاذ مرسى فوكك من موضوع الإصلاح وحياة اللى جمعك بالكرسى من غير ميعاد دى ثورة ودول عصابة ، لو كنت حافظا القران صحيح فربك قال " ولا تركنوا إلى الذين ظلموا......" لا تركنوا ، لا تركنوا ، لا تركنوا ....