استضافت مكتبة ديوان بالمعادي -الأحد- د."جلال أمين" في حفل توقيع كتابه الجديد "رحيق العمر"، وتحولت الحفلة إلى جلسة شبه أسرية بسبب طريقة حديث د.جلال أمين التلقائية الودودة، مما جعل الحديث لايقتصر فقط عن كتابه الأخير. وبدأ د.جلال أمين حديثه عن جائزته الأخيرة قائلا ً : حصلت منذ شهر تقريبا ً على جائزة "العويس" من الإمارات وهي من الجوائز القيمة ماديا ً ومعنويا ً – على حد تعبيره- والتي حصُل عليها زكي نجيب محمود وأيضا ً الكاتب سعد ونوس من سوريا،وقد سعدت كثيرا ً بتلك الجائزة ،والمفارقة تكمن في إنه عندما أعلنت الجائزة لم أكن أعلم حتى إنني مرشح لها وقد فاز بها 4 أشخاص هم: أنا عن الدراسات الإنسانية،وطاهر وطار من الجزائر عن الرواية،والمقالح من اليمن عن الشعر،وعبدالسلام المسدي من تونس عن النقد الأدبي، والمُحزن أن الأهرام قد نشرت ذلك وفعلت أخبار الأدب نفس الشئ أول أمس ولكنهما لم يذكرا سوى اسماء ثلاثة فقط من الفائزين بالجائزة متجاهلين اسمي تماما ًرغم إنني المصري الوحيد في المجموعة". وأكمل د.جلال حديثه قائلا ً فقصصت الأمر على علاء الأسواني فأجابني بقوله ألا تعلم أن ا مسيطر على الصفحة الأخيرة من الأهرام؟!..فإذا كان الشخص غير مرغوب فيه فإنهم يحذفون اسمه". وانتقل الحوار بعد ذلك للحديث عن اسم كتابه الجديد "رحيق العمر" وقال د. جلال :"فكرت ف 30 عنوان حتى استقريت على رحيق العمر..وعندما كشفت عنه في المعاجم وجدت أن الرحيق هو الصافي والنقي من الشراب ولا غش فيه، ومن العناوين الأخرى التي كنت أرشحها " ماذا علمتني الحياة الجزء2"ثم تابع ضاحكا ً ولكني فكرت إنه من لم يشتري الجزء الأول فلن يشتري الجزء التاني . ثم تابع حديثه : وأيضا ً "لماذا تخيب الآمال؟!" وهو عنوان يراودني منذ كنت أكتب الجزء الأول،ولا أقصد بذلك إن الحياة قاسية ،لأنها تحمل توازن فتقس و وتحنو في آن ولكني قصدت إننا دوما ً ما نبني آمال أكبر مما يمكن تحقيقه لذا فلابد وأن تصيبنا بعض الخيبة في بعض الأحيان.وأضاف د.جلال في حديثه إن الشباب كانوا كذلك واحدا ً من أسباب تردده في إختيار عنوان "عندما تخيب الآمال" وذلك حتى لا يصاب هذا الشباب بالإحباط ردت واحدة من الجالسات بأن الأمر لم يكن ليشكل فارقا ً لأننا جيل يرى إنه لا فائدة ولا أمل وينظر للحياة بنظرة سوداوية تشاؤمية بعض الشئ، فأجابها د.جلال بإن الأمر لم يصل لهذا الحد ولكن بالفعل يلاحظ في تلاميذه إنهم في أول سنة يملؤهم الأمل والنشاط وفي السنة التالية يخبو ذلك قليلا ً وفي السنة الرابعة وإشار بوجه ويده بإيحاء إنهم قد باتوا على الحافة من الإنهيار وعن سؤال لماذا أغلب المفكرين يغلب عليهم طابع الحزن؟ أجاب د.جلال : الفلاح المصري عندما يجدك حزين يقول عندك فكر..أليس كذلك؟. ثم أنتقل احدهم لسؤاله عن كتابه شخصيات لها تاريخ وكيف جاء الكتاب بهذا الشكل وعن ذلك قال د.جلال : هو مجموع شخصيات كتبتها في فترات مختلفة وفي النهاية وضعتهم في كتابو مضيفا :ومنهم فصل على تحية كاريوكا لأنها كانت شخصية محبوبة وماتت عن 82 سنة فحياتها في رأيي تلخص حياة مصر في هذه الفترة لأنها تحجبت كذلك قبل وفاتها حين أنتشر الحجاب في مصر وكانت تمتاز بخفة الدم والوطنية وصمت لثوان وأكمل : محمد عبدالوهاب من الشخصيات الموجودة في الكتاب وهو فنان رائع للغاية لكن على الجانب الإنساني كان هناك بعض الجوانب اللي مش تمام فيه يعني مثلا ً في آواخر أيام عبد الناصر بعد حرب 67 وقبيل وفاته قرر أن يعين هيكل لفترة قصيرة وزير للأعلام ، ووصل الأمر لمحمد عبد الوهاب فاتصل بهيكل الوزير الذي سيسطير على التلفزيون والإعلام بأسره ولم يكن عبدالوهاب ليغفل عن شئ كهذا وتحدث عبدالوهاب مع هيكل تلفونيا ً قرابة النصف ساعة مستفسرا ً عن هيكل وأحواله ومجاملا ً إياه وبعد ذلك قال له" وبعدين سمعنا إنك جاي وزير" فرد هيكل" لا مش صحيح" فأجابه عبدالوهاب على الفور"كده طب سلامو عليكو" وأغلق الخط من فوره!، وعلى صوت ضحكات الحضور بدأ د.جلال أمين في توقيع كتابه الجديد "رحيق العمر".