الهيئة العليا لحزب الحرية والعدالة شنت هجوما حادًّا على قيادات المجلس العسكري، عقب تصريحات المشير طنطاوي، فى حفل تسليم قيادة الجيش الثانى الميدانى، حيث أكد خلاله أن القوات المسلحة لن تسمح بسيطرة فصيل واحد على مصر، واعتبرت الهيئة العليا للحزب تلك التصريحات الهدف منها القول إن «جماعة الإخوان المسلمين تسعى إلى التكويش على جميع المناصب السيادية في البلاد». من جانبه قال أسامة سليمان عضو الهيئة العليا لحزب الحرية والعدالة ل«التحرير» إن «طنطاوى يقول إن القوات المسلحة لن تسمح بسيطرة فصيل على مصر، رغم أن جميع الدلائل تثبت أن المجلس العسكرى يخطط للسيطرة على جميع السلطات»، مؤكدا أن «الحزب سيظل متصديا بكل قوة لمحاولات قيادات القوات المسلحة، التى تهدف إلى تشويه صورة الإخوان، من أجل الانقلاب على الحكم»، واصفا هذه التصريحات ب«المبهمة»، مشيرا إلى أن «الشعب المصرى لن يسمح للمشير ومجلسه العسكري بلىّ ذراع الحقيقة»، مشددا على أن «جميع دول العالم تعلم أن المجلس العسكري هدفه القفز على السلطة، وأنه تسبب فى إحداث مجازر من أجل الوصول إلى هذا الهدف».
عضو الهيئة العليا لحزب الحرية والعدالة، قال إن «المجلس العسكري آخر من يتحدث عن أن جهات أجنبية كانت تدفعه لإراقة الدماء»، متهما قراراته بالتسبب فى تنظيم تظاهرات غاضبة خلّفت وراءها شهداء وجرحى، لافتا إلى أن «المجلس العسكري كان المتسبب الأول فى أحداث محمد محمود، وقام بتنفيذ مخططات دموية، بالإضافة إلى سعيه المستميت لحل البرلمان»، متسائلا «حتى لو كان البرلمان ليست له شرعية، فما الذى دفع المجلس العسكري في فترة ماضية إلى اعتباره إنجازا قامت به القوات المسلحة؟»، سليمان انتقد أساليب العسكر قائلا إن «هذا المجلس ليست له شرعية حتى يتحدث بهذه اللغة، أو يقول إنه لن يسمح بأن يحكم مصر فصيل واحد، لأنه بذلك يلغى الإرادة الشعبية»، مشيرا إلى أن «مبارك هو من قرر أن يحكمنا العسكر، لا الشعب المصرى، وبالتالى عليهم أن يكفُّوا عن تصريحاتهم، لأن الإرادة الشعبية هى من تختار من يحكمها».
من جانبه قال محمود حلمى عضو الهيئة العليا لحزب الحرية والعدالة، إن «تصريحات المجلس العسكري ليست فى محلها، فهو يحاول إلغاء الإرادة الشعبية، لكننا نرد عليه بأن الشعب يعرف طريقه إلى الديمقرطية، ويعمل لتحقيق أهدافه، وأن الإخوان هم الجزء الأكبر من الوطن، وأننا حريصون على التوافق، ولن نسمح للمجلس العسكري بأن يسلم حق الشعب فى تحقيق نهضته وسنجعله يدفع فاتورة أخطائه، فمن استطاع أن يخلع مبارك سيتصدى للمجلس العسكرى».