هل هو إهمال وتسيب أم شيء ما يسري في مصر ويتم الإعداد له في الوطن؟ توقفت كثيرا عند خبر مفاده أن مجموعة من الإسرائيليين تقوم ببعض الحفريات للبحث عن رفاة بعض الجنود الإسرائيليين في الأراضي المصرية وتوقفت كثيرًا عند هذا الخبر وتذكرت مواقف مماثلة وبنفس السيناريو حدثت من قبل وتحدث يوميا مما جعلني أشعر أن هناك اختراقًا للوطن من قبل جهات خارجية وبشكل رسمي وبأسلوب ممنهج ومخطط بحرفية عالية ويتم تصويرها علي أنها إهمال من مواطنين فرادي وهي ليست بكذلك نعم ليست أخطاء فردية لأنها لو كانت فردية لما حدثت بصور متتالية وممنهجة ومتكررة وفي جميعها تكون الحماية من قبل الأجهزة الأمنية كما يحدث أحيانا في عمليات تجارة الآثار. فإذا استعرضنا حادث مدرسة الإسماعيلية فإننا سوف نجد أنه تمت عمليات الحفريات بحراسة مسئولين أمنيين مصريين وتمت مساءً وتم اقتياد مدير المدرسة وإجباره علي فتح أبواب المدرسة في الليل أي أن الجهة المسئولة عن هذه الحفريات والتي منحت الوفد الإسرائيلي الموافقة علي القيام بهذا العمل كانت تعلم مدي الغضب الذي سيبديه الأهالي بهذه المنطقة ولذلك تم اختيار جوف الليل للقيام بهذا الاعتداء الآثم علي الأراضي المصرية وتدنيسها من قبل العدو الإسرائيلي وبهذا الأسلوب الفج الذي جعله يحضر في اليوم التالي ومعه البلدوزر ليتوسع في عمليات البحث والتنقيب والتدنيس للأراضي المصرية. إن هذا الموقف جعلني أسترجع في ذاكرتي مواقف متعددة ومشابهة مما جعلني أشعر أنه توجد أياد علي الأراضي المصرية تعمل علي خدمة وتنفيذ برامج لدول معادية لمصر ودول أجنبية أخري ويأتي ذلك إما بإبلاغهم كيف يتصرفون مع القانون المصري أو الشعب المصري ليحصلوا علي ما يريدون بصرف النظر عن المصلحة الوطنية وأحيانا يقوم بعض هذه الجهات العميلة علي الأراضي المصرية إما بحماية هذه الجهات الخارجية أو بالقيام بالعمل نيابة عن الجهات الخارجية. وسأستعرض هنا أحد هذه المواقف والتي تشعرني بالأسي علي حال بلادي في أثناء وجودي في بريطانيا توصلت إلي اتفاق مع شركتين تقومان بتطهير الألغام من الأراضي في شمال أفريقيا وأبديتا استعدادهما للقيام بهذه المهمة إذا طلبت الحكومة المصرية منهما ذلك وهما تعملان بتمويل من الأممالمتحدة فما كان مني إلا أن حاولت الاتصال بالسفارة المصرية في لندن لعرض الموضوع عليها وللأسف ما اكتشفته أن السيد المسئول بالسفارة عن هذا الملف ليست لديه أي إحصائيات أو مستندات تدعم وجهة النظر المصرية وقلت له علي الفور «كيف ستثبت أنه توجد هناك مشكلة دون إحصائيات سواء لعدد الألغام أو لعدد الضحايا». فلنا أن نتخيل أن ربع الأراضي المصرية مغطاة بالألغام ولا يتم التحرك لتطهيرها علي مدي خمسين عاما. وعندما شعرت بالفشل مع السفارة المصرية بلندن نتيجة لضعف مستوي أدائهم توجهت إلي الجهة المسئولة عن ملف الألغام في وزارة التعاون الدولي فما كان منها إلا أنها أفادت أن مصر لا تسمح بأي شركات أجنبية أن تتعدي علي السيادة الوطنية ثم بعد عدة شهور فوجئت أن وزارة التعاون الدولي تطالب بريطانيا بتطهير الأراضي المصرية من ألغام الحرب العالمية الثانية وتتحمل مسئوليتها الناتجة عن زرع هذه الألغام، إنه لموقف عجيب يجعلني أشعر أنه هناك سيادة موسمية، فهناك سيادة علي الأراضي المصرية لا يجب أن تتعدي عليها الدول الأجنبية ولكن ذلك في مواسم معينة ويسمح بانتهاك هذه السيادة في مواسم أخري. فيبدو أننا في موسم انتهاك السيادة في الوقت الحالي حيث إننا سمحنا للوفد الإسرائيلي بالتنقيب في الأراضي المصرية عن رفاة جنوده.