نشرت صحيفة "ذي ديلي تلغراف" البريطانية اليوم الجمعة تقريراً تحت عنوان "قياديون سوريون يستعدون للهرب" يقول كاتبوه وهم مراسلو الصحيفة في واشنطنوبيروت ان اعضاء في الحبطانة الداخلية للرئيس السوري بشار الاسد "يعدون خططاً سرية للهرب" فيما هرب عقيد في سلاح الجو السوري بطائرته من نوع "ميغ 21" الى الاردن رافضاً تنفيذ مهمة هجومية. وهنا نص التقرير الذي كتبته روث شيرلوك من بيروت وسها مايه من عمان وبيتر فوستر من واشنطن: "يعدّ المقربون المحيطون ببشار الأسد سرا خططاً للانشقاق والالتحاق بالمعارضة إذا اصبح النظام السوري مهددا بشكل خطير من جانب الثوار، وفقا لما صرح به مسؤولون أميركيون لصحيفة "ذي ديلي تلغراف".
وعلم ان شخصيات عسكرية رفيعة المستوى تحضر "استراتيجيات للهروب"، وانهم يقيمون خطوط اتصال مع الثوار لبحث الكيفية التي سيُستقبلون بها إذا تخلوا عن النظام.
وأصبح عقيد في سلاح الجو السوري أمس أول ضابط كبير ينشق بطائرته بعد ان تخلى عن مهمة لقصف مدينة درعا، وهبط بطائرته ال "ميغ 21" في الأردن.
وعلمت ال"ديلي تلغراف" أن طيارين يقودون ثلاث طائرات "ميغ" كانوا مكلفين بالمهمة نفسها فكروا في الانشقاق، لكنهم كانوا يخشون من أن يقابلوا بالرفض.
والأسد واقع تحت ضغط مكثف منذ اندلاع الثورة قبل 15 شهرا، وتدرس الأسرة الدولية صفقة لمنحه حصانة لضمان تخليه عن السلطة.
واستطاعت حكومته منع موجة من الانشقاقات الدبلوماسية كتلك التي واكبت سقوط الدكتاتور الليبي معمر القذافي. وعلى أي حال فقد قال مسؤول كبير في وشنطن إن عددا من اقرب المقربين للرئيس السوري يستعدون للهروب. وأضاف: "نرى أن أفرادا من الدائرة الداخلية حول الأسد يعدون خططا للمغادرة". ويشمل ذلك حتى تحويل مبالغ مالية كبيرة الى مصارف لبنانية وصينية خارج البلاد، وإجراء اتصالات مع عناصر المعارضة والحكومات الغربية.
وأكدت جماعات المعارضة أنها تطلب مساعدة الأميركيين لتشجيع المزيد من الانشقاقات.
وقال مصدر بارز في المعارضة: "أعلم بالتأكيد أن عدداً من كبار الضباط ينتظرون الفرصة المناسبة للانشقاق. ولدينا اسماء أشخاص في القصر الجمهوري. وهناك إشاعات تقول ان احدهم مقرب جدا من الرئيس ونتوقع خروجه من البلاد قريبا".
ورفع انشقاق العقيد حسن مرعي الحمادة من آمال المعارضة بأن يؤدي ذلك لتسريع بداية موجة من الانشقاقات.
ومُنح الحمادة اللجوء السياسي في الأردن بعد ساعات فقط من هبوطه بطائرته في قاعدة جوية بالمفرق، ونزع شاراته الجوية وركع على المدرج وهو يصلي.
ويعتبر سلاح الجو مواليا بشدة لنظام الأسد، وقال ناشطو المعارضة إن هروب العقيد الحمادة يمثل مؤشرا الى العزلة الدولية المتزايدة التي بدأت تضغط على ولاءات الجيش للنظام.
وقال ناشط لصحيفة "ذي ديلي تلغراف": "كان الحمادة مع ثلاثة آخرين يقودون طائرات "ميغ" لقصف مدينة درعا (معقل الثوار). وخاطر بحياته".
واضاف: "هناك كلام عن انشقاقات، لكن الطيارين الثلاثة الآخرين لم ينشقوا لأنهم خافوا، ولأنهم لم يكونوا واثقين من انهم سيُقبلون في الاردن".
وقال البيت الأبيض إن إدارة اوباما "رحبت بقرار هذا الطيار عمل الشيء الصحيح".
وقالت الناطقة بلسان الخارجية الاميركية فيكتوريا نولاند "بمثل هذه الاعمال تبدأ الامور تتحرك. ولا ريب في انها لحظة مهمة عندما يأخذ رجل طائرة تبلغ قيمتها 25 مليون دولار ويطير بها الى بلد آخر".
غير ان وزارة الدفاع السورية وصفت الطيار بانه "خائن لبلاده ولشرفه العسكري".
يذكر ان اكثر من 100 ألف سوري فروا الى الاردن منذ بدء الانتفاضة، ومن بينهم عسكريون فارون وضعوا في مجمع من اجل سلامتهم.
ويعتبر العميد مصطفى احمد الشيخ الذي فر الى تركيا في كانون الثاني (يناير) اعلى العسكريين السوريين المنشقين رتبة. وفي اواخر آب (اغسطس) ظهر عدنان باكور، المدعي العام في مدينة حماة على شريط فيديو وهو يعلن تخليه عن النظام.
وقال العقيد احمد نعمة، رئيس قوات المعارضة في درعا، ان اشخاصا اخرين من ذوي الرتب العالية يخططون للسير على خطاه، الا انه قيل لهم ان يتريثوا في الوقت الراهن. وقال: "طلبنا من عسكريين كثيرين يخططون للانشقاق ان يبقوا حيث هم داخل صفوف الجيش السوري، حتى يمكننا الاستفادة منهم في الوقت المناسب. ومن بين هؤلاء عدد من كبار القادة قي الجيش السوري".
وتقول مجموعات المعارضة ان نظام الاسد تمكن من منع انتشار عمليات الانشقاق بحملة منظمة بعناية استخدموا بموجبها عائلات الدبلوماسيين وكبار الشخصيات لترويعهم من اجل البقاء على الولاء للنظام.
وذكرت انباء ان الحكومة تدير مراكز اعتقال في دمشق يحتجز فيها افراد من عائلات الدبلوماسيين تحت مراقبة المخابرات او الشرطة السرية. وتنص القوانين القديمة على ضرورة حصول العسكريين على موافقة مختومة من المخابرات قبل مغادرة البلاد، وهو اجراء لم ينفذ حتى وقت قصير الا في حالات المخالفة، لكنه اليوم ينفذ بدقة، حسب قول احد المصادر في دمشق.
وكانت سويسرا قد اجرت امس اتصالا مع فريق المبعوث الدولي-العربي الى سوريا كوفي أنان، بهدف استضافة مؤتمر دولي. وجاء ذلك بعد ان صرحت مصادر بريطانية عليا ان الاسد يمكن ان يعرض عليه مرور آمن الى تلك الدولة للمشاركة في محادثات سلام وفق خطة غربية لاقناعه بالتخلي عن السلطة.
وقد واصل الجيش السوري امس قصف مدينة حمص رغم التوصل الى وقف لاطلاق النار للسماح لعاملي الاغاثة باجلاء المرضى والمصابين. وقالت اللجنة الدولية للصليب الاحمر ان العاملين لديها اضطروا الى العودة قبل ان يكملوا مهمتهم".