تستمر شركة «السبكى» فى الاستخفاف بفن السينما عمدا، وتتحفنا كل فترة بهراء وعبث مصور على شريط سينمائى، مدعية أنه فيلم، وآخر منتجات «السبكى» العبثية هو فيلم «حصل خير»، من تأليف سيد السبكى، وإخراج إسماعيل فاروق، وما فعلاه، ومن خلفهما المنتج أحمد السبكى ونجوم الفيلم، أبعد ما يكون عن الخير، بل إنه شر سينمائى، يتفنن فى إسقاط الفن إلى هاوية أكثر عمقا مما هى فيه أصلا. الفيلم يفترض أنه كوميدى، لكنه لا يقدم سوى استظراف ركيك ثقيل الظل، ويفترض أنه استعراضى لو اعتبرنا العك والعجن الذى تقوم به بطلة الفيلم «قمر» رقصا واستعراضا، ويفترض أيضا أنه فيلم غنائى إذا اعتبرنا نشاز سعد الصغير وأمينة يندرج تحت بند الغناء،
وعائلى إذا اعتبرنا وجود طفلة فى الفيلم تمنحه هذا اللقب. فى البداية أتمنى أن لا يخبر أحدٌ الفنانة المعتزلة شادية بما فعله صناع الفيلم بأغنيتها «رنة خلخالى»، وأغنيتها مع الراحل عبد الحليم حافظ «حاجة غريبة»، فصحتها ربما لا تحتمل العبث بتراثها الفنى.
الفيلم نفسه أشلاء فكرة تم تفجيرها بعد دقائق قليلة من بداية الفيلم، نرى فى البداية ثلاثة رجال يسكنون فى عمارة واحدة، يعانى كل منهم مشكلة مع زوجته، يقع الثلاثة فى غرام الساكنة الجديدة، الفنانة الاستعراضية اللبنانية الحسناء، قمر.
يستهلك السيناريو معظم الوقت فى تفاصيل أول لقاء لكل منهم بالجارة الحسناء نهارا، ثم أحلامهم المطولة بها ليلا، ولأن السيناريو يعانى من خلل فى بنائه وثقوب درامية يمر منها الديناصورات، فإنه يتحفنا ويعوضنا عن خواء الأحداث بفخفخينا من اسكتشات ساخرة مشوهة ومقتبسة من هنا وهناك، من عدد من الأفلام الشهيرة مثل «الشقة من حق الزوجة»، و«اللعب مع الكبار»، و«الهروب»، و«معبودة الجماهير» وغيرها، دون أن تحقق هذه المشاهد أى متعة فنية أو هدف درامى، ينتقل الفيلم من مشهد إلى مشهد بارتباك وارتجال.
كريم محمود عبد العزيز يقلد أباه النجم محمود عبد العزيز، ومحمد رمضان يقلد -كالعادة- أحمد زكى، وسعد الصغير يفعل أى شىء إلا التمثيل، ومجهوده الوحيد أنه نقل زفة الأفراح من قاعات الأفراح إلى قاعات السينما.