لن يهاجم إسرائيل ومن غير المرجح أن يلغى اتفاقية السلام بين مصر والدولة العبرية على الأقل في البداية.. لكن الإسرائيليين يخشون من أن القيادى الإخوانى محمد مرسى، الرئيس المنتخب الجديد لمصر، سوف يقود حملة لعزل تل أبيب ودعم حماس فى غزة وجعل العلاقات بين البلدين فى أدنى مستوياتها منذ أكثر من 30 عاما.. تبدأ مجلة «نيوزويك» بهذه الكلمات تقريرا لرئيس مكتبها فى القدس دانى إفرون أبرزت فيه المخاوف فى إسرائيل من انتخاب مرسى رئيسا لمصر ما بعد الثورة، ومن أن مرسى سيلجأ فى النهاية إلى استخدام تل أبيب كشماعة حال فشل فى التعامل مع القضايا الداخلية لمصر. وتقول المجلة الأمريكية إن مرسى سيواجه تحديات ضخمة، بما فيها اقتصاد مترنح، وجيش يرفض أن يخضع لحكم المدنيين. والمسؤولون الإسرائيليون الذين تحدثوا للمجلة يقولون إن مرسى أمامه وقت قصير جدا فى الشهور المقبلة، لن يسمح له بالتعامل مع أى شىء سوى الشؤون الداخلية لبلاده. وهم هنا يشيرون إلى تأكيد السيطرة على سيناء، لكنهم يتوقعون أيضا أنه حال فشل استعادة الاستقرار واستئصال الفقر المنتشر على نحو واسع، فسيلجأ مرسى إلى استخدام الحيلة التى دائما ما استخدمها كثيرا الحكام العرب وهى تحميل إسرائيل المسؤولية واستخدامها كشماعة لفشله.
إيلى شاكيد، السفير الإسرائيلى السابق لدى مصر يقول: «بمجرد أن يدرك مرسى أنه لا يمتلك أى حل سريع للتعامل مع المشكلات الاجتماعية والاقتصادية، فإنه سيبدأ بالتفكير فى المشكلات المتعلقة بعلاقات مصر وإسرائيل.. هذه أسهل طريقة للحصول على الدعم الشعبى».
وتشير المجلة إلى أنه على الرغم من أن مرسى تعهد بالالتزام بالاتفاقيات الدولية بما فيها كامب ديفيد، لكن مرسى حضر أيضا مؤتمرات جماهيرية كانت نبرة العداء لإسرائيل فيها حادة، ومرسى يمكن أن يكون مثيرا للمشاعر بشكل خاص عندما يتحدث عن إسرائيل والولايات المتحدة، وفق من التقوا به، وهو يحب أن يقول إنه كون آرائه عن «الانهيار الأخلاقى» لأمريكا، عن طريق التجربة المباشرة، عندما كان يعيش ويدرس فى كاليفورنيا فى ثمانينيات القرن الماضى. وتنقل المجلة عن شادى حامد، مدير الأبحاث بمركز بروكينجز-الدوحة، الذى التقى مرسى مرتين خلال السنوات الماضية، وكتب عن المقابلات فى مقال فى مجلة «فورين بوليسى» تحدث فيه عن نظريات المؤامرة حول أحداث 11 سبتمبر التى يؤمن بها مرسى، تنقل عنه قوله إن «مرسى يشعر لأنه عاش فى أمريكا، أنه لديه بعض المعرفة عنا ويشعر أنه لديه ما يبرر إصدار تصريحات واسعة وشاملة عن المجتمع الأمريكى أو سياستنا الخارجية».
ويضيف أن مرسى «غالبا ما يقول فى مؤتمراته (كنت هناك، رأيت ذلك مباشرة، أعرف حقيقة هؤلاء الناس)». وتقول «نيوزويك» إن مثل تلك الروايات عن مرسى تعزز الفكرة لدى الإسرائيليين أنه حتى لو حافظ على اتفاقية السلام، فإنه سيكون عدائيا.