لليوم الثاني على التوالي استقبلت اللجان الانتخابية بجنوب القاهرة الناخبين لاستكمال التصويت في الانتخابات الرئاسية الأولى في مصر عقب ثورة يناير، وقد انتظمت أغلب اللجان في فتح أبوابها أمام الناخبين في الموعد المحدد لها في الثامنة صباحاً، باستثناء عدد من اللجان التي تأخر رؤسائها عن الحضور لمدد تراوحت بين نصف ساعة إلى ساعة ونصف. تفاوتاً كبيراً في كثافات المرشحين شهدته القطاعات الانتخابية المختلفة بجنوب القاهرة، حيث شهدت لجان منطقتي البساتين ودار السلام إقبالا كثيفا من قبل الناخبين، وكان مجمع مدارس البساتين الذي يجمع ثلاث مدارس الأكثر كثافة على الإطلاق، وامتدت طوابير الناخبين أمامه لعدة أمتار، ونتج عن تزايد الكثافة في تلك اللجان مشادات بين الناخبين، إلا أن قوات تأمين اللجان التابعة للقوات المسلحة نجحت في تنظيم الطوابير.
فيما جاءت منطقة دار السلام في المرتبة الثانية، وكانت العملية الانتخابية تسير بهدوء، وظهرت إعداد كبيرة من المسنين وذوي الاحتياجات الخاصة في الطوابير الانتخابية بلجان دار السلام، كما ظهرت كثافات انتخابية في منطقة السيدة زينب حيث الحشود الكثيرة أمام أبواب عدد من اللجان منها لجنة مدرسة البهية البرهانية، ولجنة مدرسىة الخضيري، ولجنة مدرسة شجرة الدر، ولجنة مدرسة الإباجية الابتدائية.
وعلى العكس من ذلك، ظهرت كثافات متوسطة وضعيفة في اللجان المختلفة بقطاعات حلوان والتبين و15 مايو، حيث بدت اللجان خاوية في الساعات الأولى للتصويت، وبدأ الاقبال الضعيف من الناخبين في حوالي العاشرة صباحاً، ورغم ذلك شهدت تلك المناطق تجاوزات صريحة من أنصار بعض المرشحين، إلا أن أبرزها على الإطلاق كانت مخالفات أنصار مرشح الإخوان المسلمين محمد مرسي.
ففي لجنة مدرسة خالد بن الوليد الإعدادية بنين بحلوان كانت الدعاية الانتخابية ل"مرسي" على أشدها، كما استمر أنصاره في توزيع كروت مطبوعة على الناخبين، بصورته واسمه ورقمه في قائمة الانتخابات والرمز الذي يحمله، مكتوباً عليها أرقام اللجان وأرقام الناخبين في الكشوف الانتخابية، كما تم تعليق صوره ولصق بوسترات له في المدرسة، ولم تحاول قوات التأمين نزعها.
فيما اشتكى المستشار رئيس أحد اللجان الانتخابية بمدرسة خالد بن الوليد ل"الدستور الأصلي" – فضل عدم ذكر اسمه - من عدم توافر نموذج فتح اللجان الانتخابية، وهو ما دفعه إلى كتابة محضر فتح اللجنة في ورقة عادية، مشيراً إلى أن اللجنة العليا للانتخابات الرئاسية أكدت وجود نقص في ذلك النموذج، مبدياً توقعاته بازدياد كثافة الناخبين العددية أمام اللجان مع انتصاف اليوم الانتخابي.
كما دأب أنصار المرشح "أحمد شفيق" على التواجد أمام اللجان الانتخابية، وتوجيه الناتخبين إلى مرشحهم، وهو ما نتج عنه عدة مشادات بين الناخبين وبين أنصار شفيق أمام بعض اللجان، إلا أن الأمر تطور في لجنة مدرسة حلوان الثانوية بنات، حيث خرج أحد رؤساء اللجان وطالب قوة تأمين اللجنة بإبعاد أنصار "شفيق" عن اللجنة، مهدداً بتحرير محضر ضدهم إذا استمروا في مخالفتهم لقواعد اللجنة العليا للانتخابات الرئاسية بالتزام الصمت الانتخابي.