في هذه الايام تمر الذكرى 75 لقصف مدينة “غيرنيكا” في اقليم الباسك شمال أسبانيا اثناء الحرب الاهلية الاسبانية 1936-1939 و التي دمرت تماما من قبل فيلق “الكوندور” الالماني النازي، و الغريب ان هذا القصف الذي استمر عدة ساعات أستهدف المدنيين، و مركز المدينة، و الضحايا كانوا آلافا من الابرياء البعيدين عن الحرب حتى تلك الايام. و كان “هتلر”و طيرانه الحربي المسئول الاول عن هذه الكارثة الانسانية الرهيبة بالتعاون مع قوات “فرانكو”المتمردة على الحكومة الجمهورية الديمقراطية. بدأ "بابلو بيكاسو" برسم لوحة " غيرينكا" بعد أيام من القصف الوحشي ، وفي ذلك العام كان النشاط محموا للتحضير لمعرض باريس العالمي بينما تدور الحرب في إسبانيا. بعد الانتهاء منها بقي بيكاسو يشعر ان لوحته ينقصها شئ لايعرف كنهه، فسوادها و رماديتها كان يثير في نفسه نوعا من الهذيان خصوصا بعد ذالك النشاط السريع و المحموم خلال الاسابيع الاخيرة وقبل نقلها الى الجناح الاسباني في المعرض الدولي أتصل بكل أصدقائه الذين عاشوا خلقها يوما بعد يوم، و طرح فكرة تلوينها على هؤلاء، و معظمهم أحتجوا و كانوا ضد الفكرة هذه و أخرين أعتقدوا تدهور صحة الفنان العقلية، لان اللوحة في شكلها الحالي كانت رائعة و اصدقائه و مؤرخيه حذروه من هذه المغامرة لانهم أعتبروها من اكثر ابداعاته نضجا على مدى تأريخ أدائه و انتاجه الفني، و حدث خلط و لغط بين الجميع في المشغل و لكن بيكاسو ركب رأسه و لكي يحسم الامر أرسل شراء العديد ضبات الورق الحريري بكل ألوانه المتوفرة في السوق و أعطى لكل واحد منهم”مقصا”لقص الالون حسب حجم “الفكرات” و “مساحات” اللوحة و بدأ بعد ذالك تلصيق ورق الحرير الملون على سطحها الهائل الحجم، و بعد الانتهاء من هذه المهمة الشاقةتحولت الغيرنيكا الى لوحة ملونة و صعق الجميع بالنتيجة، و منهم بيكاسو نفسه الذي اقتنع بعدم جدوى التلوين. بقيت اللوحة شاهدة على الجزرة التي حدثت في مدينة " غرينيكا" والتي أستقرت في متحف نيويورك لاأكثر من 15 عاما تستقبل زوارها بهدوء المحارب المتعب، و الان تطالب مدينة “غيرنيكا” باللوحة.