ما حكاية إعادة إنتاج الأفلام القديمة في شكل مسلسلات درامية؟ الكاتب مصطفي محرم يقول إن النجاح الكبير الذي حققه مسلسل الباطنية هو ما حمس الكثير من المنتجين والكتاب للتفكير في إعادة صياغة أفكار الأفلام القديمة في شكل مسلسلات! بالطبع مسألة النجاح الكبير مسألة رأي شخصي من الكاتب في عمله الذي بالطبع لا يمكن أن يصدر عنه هذا التصريح إلا إذا كان يعاني إنفلونزا الفنانين التي تجعلهم يعتقدون أن العطسة إبداع..لكن هذه ليست القضية فإعادة إنتاج الروايات الأدبية في شكل فني غير الشكل الأول الذي ظهرت به أو إعادة إنتاج أفكار أفلام أو إعادة استخدام شخصيات من فيلم أو رواية أو قصة في شكل فني مغاير للشكل الأول أو الأساسي لها هو أمر معروف وشائع جدا في العالم كله، ففي الوقت الذي كانت فيه سلسلة سيد الخواتم تتجاوز المليار دولار إيرادات وتحقق أكثر من عشر جوائز أوسكار، كانت الرواية تقدم علي مسارح برودواي في أمريكا وتحقق نجاحاً كبيراً لا علاقة له بنجاح سلسلة الأفلام لأن المعالجة المسرحية كانت تختلف شكلاً ومضموناً بالطبع عن المعالجة السينمائية..بل إن بيتر جاكسون مخرج السلسلة ينجز حالياً فيلماً بعنوان «الهوبيت» وهو مأخوذ عن شخصية بلبو باغنز الذي عثر علي سيد الخواتم وأورثه لفرودو كما نعلم.إذن المسألة مسألة رؤية ووجهة نظر في العمل ولكن بالنسبة لنا هل هي كذلك؟ أشك جداً جداً.. فهناك لديهم زخم إبداعي رهيب وكم هائل من المسلسلات والأفلام والمسرحيات التي تجعل إعادة إنتاج أفكار أو قصص كلاسيكية أمراً طبيعياً..لكن في الوقت الذي تنتج فيه المكتبة العربية عشرات الروايات والقصص التي تصلح للدراما والسينما نجد سيناريستاتنا ومنتجينا يتجاهلون ذلك لصالح إعادة إنتاج فيلم «العار» مثلاً في شكل مسلسل من كتابة أحمد أبو زيد نجل مؤلف العار الأصلي محمود أبو زيد أو أن لينين الرملي يقوم بكتابة مسلسل «امبراطورية ميم» عن الفيلم الأصلي وليس حتي عن القصة القصيرة التي كتبها عبد القدوس، وكلنا نعلم أن القصة الأصلية كان بطلها الأب الذي يتحول إلي ديكتاتور من جراء رغبته في الحفاظ علي أواصر أسرته وتربيتهم بالشكل الملائم وعندما تحدث الانتخابات الأسرية يفوز الابن الاكبر بها.. الأكثر ليبرالية وتقدماً من أبيه..بينما في الفيلم تتحول المسألة إلي نكتة سطحية علي الرغم من المعالجة الظريفة التي قدمها نجيب محفوظ وقتها..ويأتي الرملي ليستبدل فاتن برغدة ويقرر أن يناقش مشاكل الأجيال الجديدة من خلال شخصيات الأولاد السبعة أو الثمانية (والعدد في الليمون) والرملي كاتب له وجهة نظر اجتماعية معروفة وهو دراماتورجي درجة أولي..لكن يظل السؤال هل وافق المنتجون علي المسلسل لأنه يناقش قضايا اجتماعية؟أم لأنه امبراطورية ميم بتاع فاتن حمامة !بالطبع الإجابة واضحة وبدهية ومستفزة في نفس الوقت!!! يتبع