أقامت صباح اليوم (الخميس) الكنيسة القبطية الأرثوذكسية قداس الأربعين على روح بابا الإسكندرية الراحل، الأنبا شنودة الثالث بطريرك الكرازة المرقسية، بالكاتدرائية الكبيرة بالدير، وترأس الصلاة القائم مقام البطريركي الأنبا باخوميوس مطران البحيرة وبمعاونة الأنبا صرابامون أسقف ورئيس دير الأنبا بيشوى وأساقفة المجمع المقدس. وحذر القائم مقام الأنبا باخوميوس في عظة القداس، الأساقفة والرهبان وكأنه يستشعر ما قد يحدث من مشاكل أثناء اختيار البابا القادم، أن الله والخدمة هما الهدف، وقال "بقدر ما يعز علينا تذكار أبينا الراحل البابا شنودة الثالث، لكن عندما نجتمع بجوار مثواه الأخير نتذكره أبا أحب البرية عاش فيها وكانت رغبته أن يستريح بها فى الآخر". وأضاف باخوميوس، لقد ترك لنا البابا مبادئ نعيش بها، وعاصرناها منذ صغرنا ولو التزامنا بمنهجه الروحي ستظل الكنيسة قوية، لافتا "تعلمنا منه أن الرهبنة هى الإنحلال من الكل للارتباط بالله الواحد، نسعى لمجد الرب، فلم يكن البابا ينظر لوظائف أو مال، بل كان بسيطا ومحبا لكل من يرعاه ويخدمه". وطالب باخوميوس الحضور بالتخلي عن الذات لأنها التعبير الحقيقي عن الأرتباط بالله، وذكر قصة كان يحيكها البابا شنودة عن راهب قال "أنه ترك العالم للرهبنة ثم ترك الدير ليذهب ليتوحد فى مغارة بعيدا عن الدير، وحين سمع صوت بالخارج أعتقد ان أسقف قريته تنيح والشعب آتى ليزكيه أسقفا، فوجد أن الذى خارج المغارة صوت الرياح"، واستطرد قائلا: "أرجع إلى نفسك، لكى لا تكون ذاتك من تفصلك عن الله، نقاوة التكريس أن يكون الله هو الهدف". وختم كلمته بأن "التكريم الحقيقى للبابا أن نتذكر أنه قائد لمدرسة تكريسية فى القرن العشرين، ولنحافظ على نقاوة الخدمة التي أئتمنا الله عليها، ونخرج عن ذواتنا، ليس بفلسفة فكرية بل بسلوك حقيقى".