في طريقه إلى محافظة الغربية في دلتا مصر تحدث المرشح لانتخابات الرئاسة المصرية، عمرو موسى، مع صحيفة "الشرق الأوسط" اللندنية وحذر من "أي إجراء مقلق في إدارة العملية الانتخابية "المقرر إجراؤها نهاية الشهر المقبل، قائلا إن أمرا كهذا "سوف يؤدي إلى الفوضى لفترة طويلة". موسى الذي جاب عدة محافظات في إطار حملته الانتخابية، وجاء في مقدمة المرشحين في آخر استطلاع للرأي أجراه مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، قال أيضا إن ترشيح اللواء عمر سليمان نائب الرئيس السابق، والفريق أحمد شفيق آخر رئيس وزارة في نظام الرئيس المصري السابق حسني مبارك، يثير علامات استفهام كثيرة جدا، مؤكدا أن الشعب المصري متمسك بثورته التي جاءت في لحظة ضرورية في عمر البلاد.
ورفض موسى الحديث عن علاقة الرئيس القادم بالمؤسسة العسكرية التي تدير شؤون البلاد في الوقت الراهن، قائلا: «إن البعض استغل هذا الأمر في الإثارة.. لكنني أستطيع أن أقول إن مصر ستكون دولة ديمقراطية، وسوف تدار في إطار الحفاظ على الأمن القومي والمصلحة العليا للبلاد وحسن إدارة الأمور». كما رفض إقصاء مرشحين ينتمون إلى تيار الإسلام السياسي، مشيرا إلى أن الشعب المصري هو وحده الذي يملك حق اختيار رئيسه في عمليه ديمقراطية حرة، تحظى بمراقبة دولية وعربية وأفريقية.
وعبر اللقاء الذي جرى في حافلة أقلت المرشح الرئاسي تحدث موسى عن قصة أخيه غير الشقيق، وعن موقفه من حكومة ائتلاف وطني يشكلها حزب الأغلبية في البرلمان.. وفيما يلي نص الحوار: * دائما ما تتحدث عما تسميه ب«حالة الالتباس» التي تمر بها مصر حاليا كيف يمكن إنهاء هذه الحالة؟ - حالة الالتباس أصبحت حالة عامة في مصر، ولا أعتقد أنها سوف تنتهي إلا مع انتخاب الرئيس بشكل حر وديمقراطي، دونما أدنى تدخل من جميع القوى السياسية بمعنى تمكين الشعب المصري من اختيار من يحكمه، بعدها يشعر الجميع بالاطمئنان على المستقبل، وأعتبر عدم ارتياح الشعب المصري لطريقة تشكيل اللجنة التأسيسية للدستور كان أمرا إيجابيا، ثم صدر حكم المحكمة للتأكيد على خيار الشعب لهذا الرفض. * هل تضع ترشيح اللواء عمر سليمان نائب الرئيس السابق، وأحمد شفيق رئيس الوزراء الأسبق ضمن حالة الالتباس هذه؟ - ترشيح أحمد شفيق وعمر سليمان في الانتخابات الرئاسية يطرح علامات استفهام كثيرة جدا، الثورة كانت ضرورة والشعب المصري متمسك بثورته. وأنا واحد من المصريين الذين يشعرون أن الثورة جاءت في توقيت كانت مصر في حاجة إليها بعد أن أصاب الترهل الدولة المصرية خاصة خلال الخمس سنوات الأخيرة. فإدارة السياسة لم تكن تتناسب وطموحات ومطالب الشعب، ومن ثم كان لا بد من نهاية لكل هذا، ومن ثم لا بد من بقاء الثورة وحمايتها. ولكن مع الأسف ما جرى اليوم هو محاولات لتخريب الثورة من داخلها ومحاولة خطفها من خارجها، ومحاولة استهلاكها.. كل هذا يجب أن ينتهي ولذلك أرى أن الانتخابات الرئاسية القادمة محطة مهمة في مسار الثورة لتحقيق أهدافها، وهذا يتطلب إدارة العملية الانتخابية بنزاهة وأن تكون مطروحة أمام كل العالم بأحسن صورها. وهذه فرصة إذا ما فقدناها ستكون مصر وثورتها مهددتين.
* ما طبيعة هذا التهديد؟ - أن يحدث رد فعل سلبي.. إذا جرى أي شيء مقلق في إدارة العملية الانتخابية قد يؤدي إلى فوضى لفترة طويلة، وأن يصحب هذه الفوضى حالة من حالات فقدان الأمل في التغيير.
* وما موقفك تجاه ما يسميه البعض بمحاولات إقصاء بعض المرشحين من سباق الرئاسة، مثل خيرت الشاطر نائب مرشد جماعة الإخوان المسلمين، وزعيم حزب غد الثورة أيمن نور، والمرشح السلفي الشيخ حازم صلاح أبو إسماعيل؟
- أنا لست مع إقصاء أحد، يجب أن يكون الجميع على ساحة المنافسة والشعب هو من يختار.
* البعض حاول الزج باسمك في أتون جدل جنسية المرشحين وتحدث عن وجود أخ غير شقيق لك من أم فرنسية هل لنا أن نعرف حقيقة هذا الأمر؟ - الموضوع بسيط كما ذكرت. كان والدي يدرس في باريس أثناء فترة شبابه الباكر، وكانت هناك علاقة ما وليس لدينا أية أوراق رسمية عنها، هذه العلاقة أسفرت عن ابن وهذا الابن أيضا لا علاقة له بمصر، فقد ظل فرنسي الجنسية وهو بعيد عن الحالة المصرية بالكامل، وعندما عاد والدي لمصر من فرنسا تزوج من مصرية وأنا نجله الوحيد، وفيما يتعلق بأي التزامات فأنا الابن الوريث له وبناء عليه تعامل القانون بالطريقة السليمة معي.
من ناحية أخرىوصف موسى على حسابه الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" استمرار الحرائق في شركات ومصانع السويس ب"المهزلة بكل المقاييس"، ولا يجب أن تمر مرور الكرام، بعدما أسفرعن عن مقتل عامل وإصابة 12 آخرين وخسائر مالية ضخمة وترويع للمواطنيين ، واستمرت جهود إخماده حتى صباح اليوم .