لم تنم مدينة أبوسمبل جنوبأسوان ليلة أمس الأول، وتواصل نهار يوم الأحد مع الليل حتي صباح أمس الاثنين وتوافد الآلاف براً وجواً ونهراً إلي شوارع المدينة الصغيرة للمشاركة في الاحتفال السنوي لتعامد الشمس علي وجه ملك مصر العظيم «رمسيس الثاني» داخل معبده علي ضفة بحيرة ناصر، وهو الحدث الذي يتكرر سنوياً مرتين في 22 أكتوبر و22 فبراير. نهار الأحد شهد نقل نحو 600 سائح أغلبهم من اليابانيين الذين وصلوا لأبوسمبل جواً، ثم توافد نحو 700 سائح آخرون بالسفن النيلية والقوافل البرية من أسوان، واستمر توافدهم حتي الساعات الأولي من صباح الاثنين، وسط حشد أمني هائل من مصفحات الأمن المركزي وعناصر تأمين السائحين التي انتشرت حول كردون معبد أبو سمبل علي دائرة تتسع نحو خمسة كيلو مترات حول المعبد، تحسباً لأي عمل إرهابي بعد حادث الاعتداء علي المعبد اليهودي. شهد الاحتفال تجاوزات مؤسفة من مسئولي تنسيق برنامج الاحتفال إذ خلت شوارع المدينة من أي ملصقات أو لافتات توضح برنامج الاحتفال ومواعيده وأماكنه، حيث قدمت فرق الفنون الشعبية عرضاً فنياً في نهاية يوم الأحد، لتنطلق بداية الاحتفال وبعدها عروض الصوت والضوء، ثم احتفالات في سوق المدينة، ثم التوافد لانتظار لحظة التعامد، وبعدها عروض فنية في ساحة المعبد، ثم احتفالات ليلة أمس الاثنين في قرية عبدالقادر علي بعد خمسة كيلو مترات من مدينة أبوسمبل. أدي عدم تنظيم البرنامج وإعلانه إلي توافد عدد من المصريين علي منطقة الاحتفال، ولكن أصيبوا بخيبة أمل بعد أن اكتشفوا أن البرنامج تم إعداده للأجانب باللغة اليابانية والإسبانية، ورفض مسئول برنامج الاحتفال ويدعي «حسين حمدي عبداللطيف» التعامل مع المصريين أو توزيع برنامج الاحتفال عليهم، مما أدي لنشوب مشادات مع بعض المصريين الذين احتجوا علي إساءة معاملة المصريين في احتفال علي أرض مصر، وحاول المسئول المصري انتزاع إحدي الكاميرات التي التقطت له صوراً أثناء المشادة وتوجيه الإهانات للمصريين حتي تدخل المهندس «يوسف الهواري» المسئول بشركة الصوت والضوء، واستطاع تهدئة المصريين الغاضبين بالاعتذار ودعوتهم لمشاهدة العرض مجاناً، ولكنهم رفضوا. المرشدون السياحيون العاملون في أبوسمبل تضامنوا مع المصريين، وأكدوا أن هذا الموظف يتعمد الإساءة للمصريين باستمرار، وأنهم لولا عملهم مع الوفود الأجنبية لما ترددوا علي معبد أبوسمبل تحديداً. المؤسف أن الواقعة حدثت تحت سمع وبصر اللواء «مصطفي السيد» محافظ أسوان الذي كان حاضراً الاحتفال مع قيادات المحافظة وسمع تساؤلات المصريين التي لم يتلقوا عنها إجابة: هل تعاملون الأجانب بنفس الطريقة؟ وهل سيأتي سائح واحد لأبوسمبل إذا أهين من مسئول لا يعرفه أحد؟