الثورة المصرية حلموا بالثورة واستشعروا قدومها. لكنهم رحلوا قبل أن يشهدوا حفل زفافها. هم كثيرون أذكر منهم د. أحمد عبدالله رزه. يوسف شاهين. د. عبدالوهاب المسيرى. ثم من قال كلمة حق فى وجه سلطان جائر د. محمد السيد سعيد. إليهم جميعا أهدى قصيدتى. دون أن ْ تدرى. حملت البحر فى عينيك. لم تترك لنا قطرهْ. يا ليتك أبطأت قليلا. ريثما العصفور يلقط حبة أخرى من القوت القليل. ويتبع جملةً من لحنه الناقص جملة أخرى. وينفض ريشة من جنحه أو ريشتين. ويمشي خطوتين. قبيل صعوده حرا. ويا ليتك أبطأت قليلاً. ربما الولد الذى مات ذوويه من الفقر المعاند يكبر شبرا. ربما قمرٌ بحجم الأرنب البرى. ينفذ من ثقوب الليل. وربما شمس - كما كنت تريد. توزع ضوءها بالعدل عند صعودها فجرا. هل ترانا الآن من عين الطائر. قل كيف ترانا؟. نهب الحب - كما اعتاد الأوز- لمن وهب الحب. أم نلقى حصاة فى ركود النهرْ؟. أم ترانا حفنة خشخاش على طرف لسان القابض للسلطة والقابض للتبر؟ هل ترانا فى ربيع الثورة، أم ترانا فى وقود الثورة؟ هل نركب البحر. أم نغفو بعرض البحرْ؟ هل مللت من الحديث عن النساء العاملات. عن البنات الساحرات بأطقم التيل الرخيص وبدلة الكاكي. بعين العقل تكتبهن فى الأوراق آلهة تحيرْ. وأنا بعين الجهل أعصرهن كالتفاح فى كوبٍ. وأخلطهن كالرمان فى ماء وسكرْ. هل سألت عن الأحوال.؟ لا يزال القلب ينبض. والتنفس كان سهلاً فى تنفسه الأخيرْ. نحن فى المقهى نبالغ فى الجدال ْ وفى الشطرنج نعترض الوزيرْ. نوزع الثورة فى التلفازعشرين منابا. وحين نفسرالألفاظ نبتديء القتال. من يقود خيولنا للتيه. من يثنيه؟ من يرفع الببغاء داعيةً على كتف الفقيه. من يثنيه؟ من ينوب عن السماء. يباعد الفردوس أو يدنيه؟ من يقول لإخناتون «أنت خطيئة كبرى. وأنت دلالة التأليه». من يثنيه؟ من يظن الأرض واقفة على كفيه. أن الكون ملك يديه. أن النهر والأشجار والأحجار والأمطار. والفلك التى فى البحر. والطرق السريعة. والشطوط الساحلية. والغصون اليانعات إرث أبيه. من يثنيه؟ من يطوى حلمنا الذهبى مثل لفافة. ويجييء بعد الطى كى يطويه. من يثنيه؟ كم أردت العدل. قد يأتى بطيئا. ثم لا يأتى. يصب الزيت على الماء. أو يصب الماء على الزيت. «يدين لشاهر السيف» كما قال أبو ذر ٍ ويسكن فى الأساطير الجميلة. لايمشى على الأرض كما شاء الغزاة. ويمشى مثلما قال الرواة. ينام. كما قال الفلاسفة الثقاة. ولايفتح بابه. لمن لايكسرالأبواب. لايفتح بابهْ. يجيئنا فى الحلم وردياً خيال العدل. يغفوعند أرجلنا قليلا. ثم يمضى كسحابهْ. أنبيك. لن ترتد خيل الثوره. لن تفسح الشمس مجالا للغصون النخره. لن يفقد الثائر فى الميدان ظله. لن يقتل المتنبى مرة أخرى بسيف الشعر. كى يرتاح سيف الدوله. نحن الطاعنون فى الحرية البيضاء ْ نعرف من يناصبها العداء. ونمتلك الأدلة. لن يصمت العصفور مادام للصقر فضاء الغابة ْ فى وطن يخشى من التغريد. من يلقى النشيد.ْ القلب الذى يخشى من العصفور ترهبه ذبابة. لاتنس نفسك مرةً اخرى لأجل الآخرين. ولا تعرض صدرك العارى لطلق كى نغادر سالمينْ. لاتمضى سواد الليل ترفو حلمنا المقطوع. الحلم عاد. فنم قرير العين مرفوع الجبين. نم للظهيرة. لاتنهض لينهض عمال الحديد لآلة الصهر السريع.ْ ولا تقم فى الليل تحمل قهوة لسواك. أو شايا لغيرك. وردة للعاشقين. وزرقة للبحرْ. لاتكتب خطاباً عاجلا للريح. فالنخل تهادى. لاترسل هواء ساخنا ًللأفق فالغيم تبدد. أترك فسيلتك الأخيرة عند باب البرذخ الأرضي. لاتغرسْ فسيلاً. أنت الآن تحصد. لاتقدم وجبة الإفطار للشهداء. لايبغون خبزك. يقتاتون بالشرف الرفيع وليتنا فى مثلهم طهراً وإيثاراً وخاتمة ومشهد. مثلما بخرت قلبك. لا تبخرْ ماء روحك كى تهمى سحابه. فوق غيطان الشعير. ولا تعاملنا برفق مثلما فعل المسيح. ولا تفرط فى الكتابة. فى الكتابة لاتفرط. لاتفرط فى الكتابة.