ممثلة الخارجية فى البرلمان: أمريكا مصلحتها مع أى حد يركب على الكرسى عصام العريان تزامنا مع بدء محاكمة المتهمين فى قضية المنظمات أمس، الأحد، أفاد مسؤول أمريكى رفيع المستوى أن إدارة أوباما تجرى مناقشات مكثفة مع مصر حتى يمكن حل القضية القانونية ضد ال16 أمريكيا خلال الأيام المقبلة، التى وتّرت العلاقات بين البلدين بشكل كبير. وأضاف مسؤول، الذى رفض ذكر اسمه، فى حواره مع المراسلين، أول من أمس، السبت، بسبب حساسية الموضوع، أن وزيرة الخارجية الأمريكية هيلارى كيلنتون تطرقت «مرتين» إلى قضية المنظمات، مع نظيرها المصرى محمد كامل عمرو. المرة الأولى فى لندن والأخرى فى تونس، خلال ال3 أيام الماضية. يأتى هذا في الوقت الذى قالت فيه وزيرة الخارجية الأمريكية هيلارى كلينتون أمس إن الولاياتالمتحدة تقيّم نتائج الإجراءات القانونية التى تم اتخاذها فى مصر، حيث يحاكَم 19 أمريكيا ضمن عشرات النشطاء. وقالت الوزيرة للصحفيين خلال زيارة إلى العاصمة المغربية «نحن نقيّم نتائج الإجراءات القانونية التى اتُّخذت اليوم (أمس)وسيكون لنا تعليق آخر بعد أن ننتهى من ذلك التحليل وجمع أكبر قدر ممكن من المعلومات». وعلى جانب آخر أكدت السفيرة سهى الجندى، مدير شؤون أمريكا الشمالية، وممثلة وزارة الخارجية فى اجتماع لجنة العلاقات الخارجية فى البرلمان، أمس، أن العلاقات الأمريكية المصرية «استراتيجية وثيقة»، حتى وإن اختلفت الرؤى، وأن التنسيق مستمر بين الجانين دائما، خصوصا قضية الصراع العربى الإسرائيلى، ولبنان وسوريا وقضايا الإرهاب والقرصنة الإلكترونية. السفيرة أكدت أن الولاياتالمتحدةالأمريكية تدعم خارطة الطريق التى وضعها المجلس العسكرى، لنقل السلطة فى مصر، مشيرة إلى أن موقف أمريكا من الثورة «اتسم بالتذبذب»، لكنها سرعان ما عادت وأعربت عن تأييدها لها فى خطاب أوباما فى 11 فبراير، وعادت السفيرة وأكدت أن أمريكا لن تبلور موقفها النهائى بعد. ولفتت السفيرة إلى أن العلاقات العسكرية بين البلدين «نقطة ارتكاز»، مؤكدة أن حجم المساعدات العسكرية التى تقدمها أمريكا إلى مصر لم تنخفض منذ إقرارها، وتحصل مصر على 1.3 مليار جنيه حتى الآن، بينما انخفضت المساعدات الاقتصادية من 850 مليون دولار إلى 250 مليون دولار حاليا، «لشؤون داخلية أمريكية»، حسب السفيرة، وكشفت عن أن الولاياتالمتحدة وضعت شروطا لاستمرار المساعدات جاء على رأسها، احترام اتفاقية السلام مع إسرائيل، ونقل السلطة من العسكر إلى المدنيين عبر انتخابات حرة، مؤكدة أن الكونجرس الأمريكى منح وزيرة الخارجية الأمريكية صلاحيات إعفاء مصر من هذه الشروط فى حال تعارضها مع المصالح الأمريكية، مضيفا أن أمريكا طلبت مبادلة للديون المصرية، بأن تدفع مليار دولار من مديونية مصر لديها لإقامة مشروعات تنموية بمصر تكون ضمن إطار التنمية التى تقوم بها مصر الآن، وكذلك 2 مليار خصصتهما أمريكا لمنطقة الربيع العربى، نصيب مصر منها 250 مليون دولار، لإقامة مشروعات صغيرة. وهو ما دفع رئيس اللجنة عصام العريان إلى التساؤل: هل من مصالح أمريكا الاستراتيجية التعامل مع نظام ديمقراطى حقيقى فى مصر خصوصا أنها كانت الحليف الأقوى للمخلوع مبارك، وكانت تساعده على تزوير الانتخابات وقمع الحريات؟ فردت السفيرة بأن «أمريكا مصلحتها مع أى حد يركب على الكرسي»، مضيفة أن مكانة مصر لا يمكن أن تتغير لدى أمريكا، لأنها تعرف أن مصر هى «رمانة الميزان» فى المنطقة، وتستطيع أن تؤثر فى أشياء كثيرة فيها كالبترول. اللجنة أجلت مناقشة طلبات الإحاطة التى قدمها الأعضاء حول المعتقلين المصريين فى الولاياتالمتحدةالأمريكية، خصوصا اعتقال الشيخ عمر عبد الرحمن.