في سرية تامة، ووسط إجراءات أمنية مكثفة، أجرت مصلحة الطب الشرعي، أمس، فحوصات ظاهرية على محمد شوقي الإسلامبولي، القيادي البارز في «الجماعة الإسلامية» وشقيق خالد الإسلامبولي، قاتل الرئيس الأسبق أنور السادات، وعلى القيادي البارز في تنظيم «الجهاد» محمد الظواهري، شقيق زعيم تنظيم «القاعدة» الحالي أيمن الظواهري، وأيضا القائد السابق لجيش حركة «طالبان» الأفغانية الرائد عبد العزيز الجمل. الفحوصات التي أجريت على قادة التنظيمات الثلاث، جاءت في إطار قضيتي «العائدون من أفغانستان» و«العائدون من ألبانيا»، اللتين تواصل المحكمة العسكرية نظرهما في جلسة اليوم. وكانت المحكمة قد قررت في جلستها الماضية، عرض الثلاثة على مصلحة الطب الشرعي، للوقوف على إمكانية استمرار حبسهم، أو الحصول على «إفراج صحي» حال التأكد من مرضهم، وذلك بعد أن قبلت المحكمة الطعن المقدم من شوقي الإسلامبولي، وزميليه: رفاعي طه وعثمان السمان، المتهمين في القضية المعروفة إعلاميا بقضية «العائدون من أفغانستان»، رقم (24 لسنة 1992)، على الأحكام الصادرة بحقهم بالإعدام، وأيضا طعن الإسلامبولى ومحمد الظواهري على حكم الإعدام فى قضية «العائدون من ألبانيا»، رقم (8 لسنة 1998). «الدستور الأصلي» رصد حضور الإسلامبولي والظواهري والجمل، إلى مصلحة الطب الشرعي، فى تمام الثانية عشرة من ظهر أمس، في سيارة إسعاف غير مجهزة على النحو المطلوب، وسط إجراءات أمنية غير مسبوقة، داخل وخارج مبنى المصلحة، التى طُوقت بثلاث سيارات للأمن المركزي وعدد من السيارات الخاصة بأفراد من الشرطة والقوات الخاصة، وبعض قوات الجيش. وعقب إجراء الكشف الطبي عليهم، من قبل الطبيب المختص بالكشف عن المتهمين، أدى المتهمون صلاة الظهر داخل أروقة مصلحة الطب الشرعي، من دون قيود فى أيديهم، وتحت حراسة رجال الأمن. وبدا على القياديين الثلاثة علامات الثقة والقوة، لا سيما الرائد عبد العزيز الجمل، الذي ارتدى نظارة سوداء أخفت عينيه. وانتهت الفحوصات في تمام الواحدة ظهرا، وبعد تأمين القوات للمكان من الخارج، استقل المتهمون سيارة الإسعاف، متجهين إلى مقر محبسهم. مدير عام المنطقة الطبية الشرعية في القاهرة والجيزة الدكتور هشام عبد الحميد، قال ل«الدستور الأصلي» إن التقرير النهائي للقياديين البارزين في «الجماعة الإسلامية» وتنظيم «الجهاد»، سيتم الانتهاء منه «غدا على أقصى تقدير»، موضحا أنه «تم إجراء الكشف الطبي عليهما، وفقا لقرار النيابة العسكرية»، وأضاف عبد الحميد أن الاحتمالات الثلاثة لتلك الحالات «تتمثل فى استمرار حبسهما، فى حالة عدم وجود أى إصابات تعوق استمرار فترة العقوبة، والثانى الاستمرار فى الحبس فى أماكن للرعاية داخل السجن، والثالث أن يتم إخراجهما من السجن». مشيرا إلى أن ذلك لن يتحدد إلا «عقب صدور التقرير النهائى للكشف عليهما، للوقوف حول حالتهما الصحية»، وأضاف «الإفراج الصحى عن المتهمين فى أى قضية لن يصدر إلا فى حالات استثنائية فقط، وعقب التأكد من استحالة استمرارهم فى محبسهم». محامي الجماعات الإسلامية منتصر الزيات، وكيل الإسلامبولي، قال ل«الدستور الأصلي» إن موكله «مُصاب بالقلب وبضيق في الشرايين، وقام بإجراء عمليات دعامة في القلب، وعمليات أخرى فى أثناء وجوده في إيران، لذلك لا يمكنه الاستمرار في محبسه». وكشف الزيات أنه وموكله، الذى حُكم عليه بالإعدام فى قضية «العائدون من أفغانستان» وبالمؤبد في قضية «ألبانيا»، رفضا الحضور في «سيارة الترحيلات»، من سجن «العقرب» بطرة، إلى مصلحة الطب الشرعى فى السيدة زينب «لذلك تم تخصيص سيارة إسعاف للإسلامبولى، لكن غير مجهزة، ولا يوجد بها سوى سرير واحد فقط»، وفق قول الزيات، الذي أضاف «لماذا يتم نقل الإسلامبولي في سيارة إسعاف غير مجهزة، في الوقت الذي يتم فيه نقل مبارك بطائرة خاصة، رغم أن كليهما مريضان بأمراض متشابهة؟»، نافيا إجراء موكله أي اتصالات معه أو مع أسرته، في أثناء عرضه على الطب الشرعي. يذكر أن القضاء العسكري قام بإعادة إجراءات محاكمة من صدرت ضدهم أحكام غيابية، التي ضمت لائحة المتهمين فيها أكثر من 100 متهم من الجهاديين الإسلاميين معظمهم هاربون.