الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين يدعو إلى جعل «جمعة عالمية» للغضب من أجل سوريا غدا النصر لك يا سوريا إن ما يجري في سوريا الحبيبة من قتل للأنفس المعصومة بغير حق، وهدم للبيوت فوق رؤوس ساكنيها، وقصف للأحياء السكنية، وقتل للشيوخ والأطفال والنساء، وترويع للآمنين المسالمين، وانتهاك لحرمات الأنفس والأعراض، واعتقال وتعذيب وإعدام بدون سند من شرع أو قانون أمر لا يستطيع السكوت عليه أي مسلم صحيح الإسلام، أو عربي حر الأخلاق، أو إنسان حي الضمير، أيا كانت ديانته أو عرقه ، بهذه الكلمات بدأ الإتحاد العالمي لعلماء المسلمين بيانهم بشأن الأحداث المأساوية التي تجرى في سوريا. وأضاف هل يعقل أن يستخدم الجيش الذي أعد لحماية الشعب في قتله، أو أن تقوم الحكومة التي من واجبها إطعام الناس من جوع، وتأمينهم من خوف، بتجويع وتخويف الناس، بل بقتلهم، بما فيهم من أطفال ونساء وشيوخ، ومدنيين مسالمين ، أليس في سوريا عائلة وطنية غير عائلة الأسد؟ أليس فيها قائد غير بشار الأسد يستطيع تولي أمور البلاد في مرحلة انتقالية، تتحقق فيها مطالب الشعب، ويحافظ فيها على وحدة سوريا؟ هل يعقل أن يرهن مستقبل بلد بأكمله بمستقبل فرد أيا كانت مكانته؟ هل كل المواطنين السوريين مشكوك في وطنيتهم حتى نائب الرئيس الذي اقترحت المبادرة الخليجيَّة أن يتولى شؤون البلاد في المرحلة الانتقالية، ورضيت بذلك المعارضة؟ فماذا سيفعلون إذن إذا مات بشار، كما مات أبوه من قبل؟ وما ذلك على الله بعزيز، ألم يشبع القاتل من دماء السوريين بعد؟ كم يريد أن يقتل من السوريين حتى يقتنع أن الشعب السوري شبَّ عن الطوق، وأنه شعب راشد عاقل من حقه أن يختار من يحكمه، وأن ما ارتكبه أبوه من جرائم من قبل، لا يمكن أن يمر عليه العالم مرور الكرام اليوم، وأن صبر الشعب قد نفد، بعد أن صبر صبرا جميلا عليه، وعلى أبيه من قبل، صبر على مذبحة حماة، وما قتل فيها من عشرات الألوف، وعلى المتاجرة بالممانعة من غير تحرير للأرض، وعلى الأجهزة الأمنية التي تقتحم على الناس خصوصياتهم، وعلى عشر سنوات كاملات من حكم بشار نفسه، يسوق فيها الوعود الكاذبة بالإصلاح. ودعا "الاتحاد" في بيانه إلى ضرورة توحيد صفوف المعارضة السورية في الداخل والخارج، لأن النظام ومن يسانده يراهن على تفرق المعارضة وتشرذمها، وإن لم تفعل المعارضة فإنها لا شك تتحمل جزءا ليس بالهيِّن من تبعة ما يحدث للشعب السوري، فالمصائب يجمعن المصابين، وليس هذا أوان التنافس أو التنازع. كما دعا الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، الشعب السوري بكل أطيافه أن يقوم قومة واحدة، وينتفض على النظام، الذي فقد مشروعيته منذ أول يوم اندلعت فيه الثورة السلمية وجابهها بالرصاص والقتل الجماعي. كما دعا الاتحاد فى "بيانه" الشعب السوري إلى مقاطعة الاقتراع على الدستور المعدل الذي يسعى النظام من خلاله لتزيين صورته المشوَّهة ويؤخر سقوطه الوشيك، فالدستور المنقوع في الدم السوري لا قيمة له في تحقيق غايات الشعب وتطلعاته ، وأيد الاتحاد الجهود المبذولة عن عدد من الدول العربية ودول العالم في المؤتمر المنعقد في تونس الثورة، ويدعوهم إلى ممارسة كل الضغوط الممكنة على الحكومة السورية ومن يؤيِّدها، كما ندعم اتجاه تونس نحو الاعتراف بالمجلس الوطني السوري، وندعو بقية دول العالم إلى أن تحذو حذوها. ودعا الاتحاد المجتمع الدوليَّ بأسره أن يتحمَّل مسؤولياته التاريخية والإنسانية والأخلاقية أمام المجازر الرهيبة التي ترتكب على مسمع ومرأى العالم، وأن يجبر النظام القاتل في سوريا على إيقاف حمام الدم والقصف والتدمير، وأن يفك الحصار عن حمص وغيرها، ويسمح لحَمَلة التبرعات والجمعيات الخيرية والإغاثية بإدخال الأغذية والأدوية وعلاج المصابين والمرضى، تمهيدا لظروف الانتقال السلمي للسلطة كما يريد الشعب السوري. ودعا كل الأحرار والمخلصين من الجيش السوري إلى الانضمام إلى الجيش الحر دفاعا عن وطنهم وإخوانهم وأخواتهم، ولا يتحملوا إثم قتل أبناء شعبهم ظلما وعسفا، كما يدعو أهل سوريا الأحرار إلى الصبر والاحتساب، فالنصر آت لا محالة، وليس بعد هذه الشدة إلا الفرج، ولن يغلب عسر يسريين، فقد قال تعالى: }فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا * إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا} [الشرح:5، 6]، {وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُون { [الشعراء:227] وطالب "الاتحاد" الأمة العربية علماءها ومفكريها ومثقفيها إلى الوقوف جنبا إلى جنب مع الثائرين الأحرار من الشعب السوري، فهذا ما يوجبه عليهم الميثاق الذي أخذه الله على العلماء أن يبينوا للناس الحق ولا يكتمونه، والذي أخذه الله على المؤمنين أن يكونوا كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضا ، كما يدعو علماء المساجد وأئمتها وخطباءها إلى دعاء قنوت النوازل، الذي استخدمه النبي صلى الله عليه وسلم في الدعاء على المشركين الظالمين وخصوصا في الوتر والفجر، كما عليهم أن يصلوا على أرواح الشهداء الذين يسقطون يوميا بالعشرات والمئات. وفي نهاية بيانه وجه الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين دعوة للأمة لجعل يوم الجمعة "جمعة عالمية " للغضب من أجل سوريا، من جاكرتا إلى الدارالبيضاء، في الجوامع والمساجد، والشوارع والميادين، وأمام المقار الحكومية والسفارات، إعذارا إلى الله، وإبراء للذمة، ونصرة للمظلوم.