احمد عفيفي يكتب : عمرو موسى رئيسا للجمهورية .. إييييه .. إييييه !! أحمد عفيفي ذكرني يسري فودة في حلقته مع عمرو موسي بنفس الحلقة التي طيّرت احمد شفيق من مجلس الوزراء ..تلك الحلقة التي استضافه فيها وكان معه وقتها علاء الأسواني وحمدي قنديل والكل يعرف ماذا حدث في هذه الحلقة التاريخية التي بعدها لم ينم شفيق ، وفي الصباح قدم استقالته من مجلس الوزراء قائلا في نفسه : دي عالم صايعة يابا .. وانا ماليش في الهرتك ده ..سلامات ياراسي .. بلا رئاسة وزراء بلا زفت. جو الحلقة بتاعت شفيق هو نفسه جو حلقة عمرو موسى غير ان المحاور هنا يسري فودة فقط ، وفي اعتقادي انه بعشرة مذيعين واللي هو عايزه بيعمله .. وقد اثار غيظ وضيق عمرو موسى كثيرا أثناء الحلقة ، حيث جاء موسى ليستعرض برنامجه الانتخابي كمرشح محتمل للرئاسة ، فراح يسري يستعرض معه مواقفه المأخوذة عليه أثناء توليه وزارة الخارجية أيام المخلوع ..وأكثر ما أضحكني وفوجئت به فعلا ، ان موسى استعان ب شعبان عبد الرحيم " شعبولا " ليقدم له وعنه أغنية تساعده على الوصول للقاعدة العريضة من الجمهور .. وكانت فرصة يسري القانونية والمهنية أن يجعل نصف الحلقة تقريبا استعراضا لأغنية شعبولا وكلماتها ، ومناقشة ضيفه فيها لكن بطريقة عكسية اى ضد موسى نفسه .. فمثلا شعبولا بيقول ولما الثورة قامت قال يسقط النظام .. فيسأل فودة : ومقلتش كده ليه قبل الثورة ؟ ويرد عمرو موسى وقد بدأ يتعصب ويظهر عليه الانفعال : ازاى .. انا بعد 28 فبراير كنت مجتمع في جريدة الشروق مع ابراهيم المعلم وقلت فعلا مفيش فايدة .. النظام لازم يمشي .. وعلى نفس المنوال صارت الحلقة باستعراض صور لعمرو موسى مع مبارك وهو يضحك معه وجزء من حلقة مع سليمان جودة وهو يقول : حانتخب مبارك لو رشح نفسه لفترة عاشرة .. ثم موافقته على عملية تصدير الغاز لإسرائيل ويصر موسى أمام فوده بقوله :موافقة مبدئية وليست نهائية .. اى بعد الدراسة والتمحيص . ويسأل يسري مستندا على اغنية شعبولا سؤالا اخر فيستوقفه موسى بنرفزة : معقولة انت ح تمسك لي أغنية شعبان عبد الرحيم وتعتبرها برنامجي الانتخابي .. فيرد يسري : مش انت اللي استعنت بيه عشان تنجح .. فيقول موسى : يا يسري بيه كلمني عن الجاى وسيبك م اللي راح .. " كان " فعل ماضي ماتسيبه في حاله .. فيعقب فودة مصرا على استفزازه : ماهو اللي جاى بناء على اللي راح .. والمقدمات تؤدي الى النتائج .. وهكذا دار الحوار الذي كان ساخنا والى حد كبير كوميديا بين يسري وموسى الذي شعر ان المذيع أعد له كمينا محترما يشبه كمين احمد شفيق ، الفرق فقط ان شفيق استقال ، وموسى مصمم يبقى رئيس جمهورية والبركة في شعبولا . والحقيقة لو لم ينجح عمرو موسى في الانتخابات القادمة وهذا في رأيي احتمال كبير وكبير جدا .. فإن السبب سيكون شعبان عبد الرحيم .. ولا أدري كيف هداه تفكيره إلى هذا المنحي الشعبولي معتبرا أن أغنيته الأولى " انا بكره اسرائيل واحب عمرو موسى " كانت اختبارا حقيقيا لشعبيته في الشارع للدرجة التي أخافت حسني مبارك فأطاح به من الخارجية وأدخله في ثلاجة الجامعة العربية حتى جمُد وتصلّبت شرايينه. نفسي اعرف من الذي اشار عليه بالاستعانة بشعبان عبد الرحيم الذي نعده واحدا من الجهلاء الغلابة وما أكثرهم .. ويعتبر لشدة جهله إمعة : غني يا شعبولا لمبارك .. وغني لجمال ابنه فيقول على الفور “أنا ح انتخبك يا ريس لو حتى دمي سال.. وإن ما اترشحتش أنت أنا ح انتخب جمال”. .. ولما وقع مبارك راح يغني لموسى ويقوله : بحب عمرو موسى المخلص الحسيس وان شاء الله حينجح وهو ده الرئيس .. ايييه .. اييييه . وبحب عمرو موسي لانه زينا وبحس انه صاحبي وواحد مننا .. اييييه .. اييييه. على ماذا يراهن عمرو موسى ؟ على النسبة الغالبة من الأمية في الشعب المصري حتى أنه يستعين بشعبان عبد الرحيم ليغني له في حملته الانتخابية ويصل صوته وصورته إلى الأغلبية الكاسحة من الشعب ؟ وهل يعتبر هذا اعترافا ضمنيا منه بأن الطبقة المتوسطة والأعلى من المتوسطة لن تنتخبه باعتباره تعدى الخامسة والسبعين من عمره .. والأهم انه كان واحدا من نظام وشلة مبارك .. فلا ملجأ له وأمامه الا الجموع الأمية التي تحب شعبان عبد الرحيم وبالتالي لو قالهم انتخبوا موسي .. سينتخبوه. في رأيي ان هذهالسقطة الكبرى لعمرو موسى سيدفع ثمنها غاليا .. فهو حتى في استفتاءات الفضائيات التي تعكس المزاج العام لجموع الشعب يحتل مكانة متدنية جدا في التأييد ، فبدلا من أن يلجأ لوسيلة محترمة يكسب بها ود الناس ويصلّح من صورته التي لم تكن للأمانة سيئة بنفس قدر الوزراء الآخرين في عهد مبارك .. بدلا من السعي الحثيث لحشد الجماهير في صفه بأسلوب علمي متحضر ، استسهل ولجأ إلى أراجوز مثل شعبولا ، واهما أن بيده الحل السحري الذي سيلقى له بعصاه فيشق طريقه إلى كرسي الرئاسة. وقد تأكد عمرو موسى ان يسري أعد له فخا باستضافته ، وان هذه الحلقة لن تفوت بالساهل وستكون مثار سخرية شديدة منه ومن من استعان به للترويج لحملته الانتخابية - اقصد شعبولا - الذي اتوقع لو حصل – وهذا مستبعد جدا – ونجح موسى فسوف يصدر قرارا رئاسيا بتعيين اسلام خليل مؤلف الأغنية وزيرا للثقافة .. وشعبان عبد الرحيم وزير " بيئة " بلغة شبابنا اليومين دول .. ومش بعيد في البرلمان القادم يكون العشرة نواب الذين يختارهم الرئيس من ابناء شعبولا وأقربائه .. فالرجل كريم ويحفظ الجميل ومن قدم السبت يلاقي الحد قدامه وربنا يهني سعيد بسعيدة .. ويخليك يا شعبولا لعمنا موسي .. وإييييه .. إييييه !!