عن العلاقة الشائكة بين الفن والدين صدر للزميل أيمن الحكيم كتابه الجديد " الفن الحرام .. تاريخ الاشتباك بين السلفيين والمبدعين " ، وهو أول كتاب من نوعه يرصد معارك وقضايا واشتباكات رجال الدين مع المبدعين ، والتى وصلت فى كثير من الاحيان إلى التكفير والمصادرة والمنع والتضييق على الابداع . فى رصد تاريخى موثق بالادلة والمستندات يحكى مؤلف الكتاب تاريخ الاشتباك الحاد بين المؤسسة الدينية وجماعات المبدعين ، بدءا من تهديد الازهر ومشايخه لفنان فى حجم يوسف وهبى بسبب موافقته على تجسيد دور النبى ( ص ) فى فيلم تركى فى عشرينيات القرن العشرين واضطرار يوسف بك للتراجع خشية صدور فتوى بتكفيره . ويرصد الكتاب كذلك وقائع عديدة لتكفير المبدعين منها تكفير أمل دنقل بسبب قصيدة ، واتهام عبد الوهاب بالالحاد بسبب اغنية ، والطعن فى عقيدة مارسيل خليفة بسبب قصيدة غناها لمحمود درويش .. وفى فصل مطول يقدم الكتاب وثائق تنشر لاول مرة عن أسباب رفض الازهر لفيلم " المهاجر " ليوسف شاهين و " الرسالة " لمصطفى العقاد ومسرحية "الحسين شهيداً " لجلال الشرقاوى . يقدم الكتاب ايضاً شهادات ساخنة وجريئة عن علاقة الفن والدين من خلال حوارات مطولة مع د. نوال السعداوى ، و د. محمد سليم العوا والناقدة صافى ناز كاظم والشيخ السلفى يوسف البدرى .. كما يستعرض مواقف السلفيين الجدد بعد ثورة يناير وفتاواهم المثيرة عن تحرير الفن والابداع والتى طالت رموزا أدبية مثل نجيب محفوظ . الكتاب الذى يقع فى نحو مائتى صفحة من القطع الكبير صدر عن دار " كتابات " ، وهو الثامن للمؤلف ، وينتظر أن يثير الكتاب جدلاً واسعاً فى أوساط الاسلاميين والمبدعين على السواء .