"الواقع أصعب مما توقعت"، جملة اختصر بها حسنى صابر رئيس المجلس القومي لرعاية أهالي الشهداء حقيقية ما جرى على مدار عام و لا زال يجري في هذا الملف الشائك، و هي الجملة التي يمكنك من خلالها فهم حالات الغضب و اليأس التي لا زالت مستمرة داخل المبنى المخصص لاستقبال أسر الشهداء و المصابين حتى يوم أمس رغم ما قدمه الرجل من تطمينات ووعود في مؤتمره الأخير بمجلس الوزراء تؤكد إنهاء إجرءات صرف تعويضات 42 من أسر شهداء ماسبيرو و محمد محمود و مجلس الوزراء و أوراق 500 من مصابي 25 يناير ممن تأخر صرفت مستحقاتهم على مدار عام. تطمينات لم يتمكن المصابون و أسر الشهداء من سماعها بأنفسهم بعد رحلة الضيق والملل التي قضوها صباح أول أمس في أروقة المجلس القومي إلى ان اخبرهم الموظفين أن الإعلان عن صرف التعويضات سيتم في تمام الخامسة في مقر مجلس الوزراء، ووسط "توهة المشاوير" التي خاضوها على مدار عام و "مضايقات بوابات الأمن" لم يحضر أغلبهم هذا المؤتمر، فعاودوا في صباح اليوم التالي امس التوجه للمجلس القومي و المطالبة بسرعة إنهاء الإجراءات و إستكمال صرف تعويضات باقي أسر شهداء بتلك الأحداث علاوة على مصابيها و من تبقوا من مصابي 25 يناير. داليا الأسود عضو مؤسسة دعم أبطال ثورة 25 يناير كانت هناك و قالت ل«الدستور الأصلي»: "صابر" رغم نيته الواضحة لإيجاد "حل" يعمل في مناخ غريب، فمن ناحية عدد مصابي 25 يناير ممن لم يتمكنوا من الحصول على تعويضاتهم يتراوح ما بين 1200 1500 وهو الآن يعلن عن صرف تعويضات 500 في حين ان عدد مصابي باقى احداث الثورة في ماسبيرو و مجلس الوزراء و محمد محمود يتخطي ال 2000 و يتكرر الأمر في أسر الشهداء فقد أعلن عن إنهاء إجراءات 42 أسرة و لم يستلموا بعد في حين ان العدد الأصلي 27 في ماسبيرو و 46 في محمد محمود و 17 في مجلس الوزراء. طالبت "الأسود" بضرورة محاسبة من تسببوا في تعطيل صرف التعويضات على مدار عام و على رأسهم "بانسيه عصمت" رئيس الصندوق السابق و ضرورة إيضاح كيفية صرف ال"100" مليون جنيه التي تبرعت بها القوات المسلحة يونيو الماضي للأسر و ما تم صرفه منها حتى الآن . همام على احمد "26 عام ، مصاب بطلق ناري في الساق بجمعة الغضب تسبب في شلل نصفي و لم يستكمل علاجه" قال ل«الدستور الأصلي»: على مدار عام لم احصل على علاج طبي إلا 8 أيام بالمستشفى العسكري و صرفت حوالي 70 الف جنيه لإستكمال علاجي و لم احصل من الدولة الا على 5 آلاف جنيه و عندما جئت و قمت أوراقي من جديد للمركز القومي حصلت على خطاب تحويل لمستشفي احم ماهر لكنهم رفضوا التعامل معي و طلبوا خطاب رسمي من وزارة الصحة التى رفضت بدورها منحي خطاب و احالتني من جديد للمجلس القومي للرعاية. رفعت فهمي"28 عام، مصاب بطلق ناري ادى لتهتك بالمعدة و الأمعاء في جمعة الغضب " قال: تاريخنا طويل مع المسئولين و تعبنا جدا و ننتظر من د حسنى صابر ان يساعدنا فهو كان دائم التواصل معنا و نتنمنى ان تنتهي هذه المأساة، اما شقيقة المصاب عادل عبد الوهاب من مصابي محمد محمود فقالت انا لن تثق حتى يحصل أخيها الذي فقد القدرة على الحركة على حقه و أشارت انها جاءت للمركز قبل اسبوع و قالوا لها "نحن سنتصل بك عندما ننتهي من إستيفاء الأوراق و لكن لم يتصل احد و شاهدت في التليفزيون اخبار عن بدء الصرف 18 يناير فجئت من المنيا مرة اخرى و لكن لم احصل على شىء حتى الآن. و يذكر ان آخر الوعود التي لم تتحقق هى تحديد 30 مستشفى من جانب المركز لإستقبال المصابين و التعامل معهم إلا انهم فوجئوا خلال توجههم للمستشفيات و منها مستشفى احم ماهر الملاصقة لمبني المركز انه غير معترف بخطابات التحويل و لا بتوقيع رئيس المركز .