ببراعة تحسد عليها وايضا بشجاعة لايمكن ان يكون لها مثيل .. منحت الشاعر غادة نبيل بن لادن الخلود فى الشعر العربى.. والحضور ضمن قائمة قصص الحب والعشق الخالدة فى التاريخ العربى والغربى ايضا.. جنبا الى جنب قيس ليلى،عنتر عبلة،روميو جوليت.. وذلك عبر ديوانها الصادر فى القاهرة عام 2010 بعنوان تطريز بن لادن فى حجم يزيد عن ثلاثمائة صفحة تكتظ كلها بمشاعر وقصائد،وحالات انسانية لامرأة وحيدة وعاشقة تتذكر..، فظلت تكتب من عام 2004 الى 2010 ، فى اماكن ورقع جغرافيه ، داخل مصر وباكستان والمغرب وفرنسا. حيث قدمت الشاعرة نفسها عبر هذا الديوان كأمرأة حكيمة تتأمل ضعفها وتقرر بخبرتها ان توقيت الذبح والحياة والموت والعشق هو الذى اختلف، ولذا كان طرح الاسئلة امر مهم جدا حتى تتلمس الروح طمأنينتها النهائية وألمها الخاص. و فى وسط هذه الوحدة وهذا الاخفاق تقول ص -142-141 هل ستحكى لابنك عنى أو تتذكر الكتب المشحونة بالبريد السريع هل ستذكر-حين يموت كل منا بعيداً عن الآخر- العروس اللعبة التى أرسلتها لى هدية عيد ميلادى هل ستذكر وجهى الذى لم يره أحد غيرك.."الكتاب الأحمر" والكعكة التى لم تمهلنى لأخبزها عبر ثلاثين عاماً تُفصح قراءة الديوان عن ان تجربة العشق للرجل الذى هو بن لادن الحقيقى ،او بن لادن الشبيه.. أو تابع بن لادن.. عمرها أكثر من ثلاثين عاما.. وهذه الرؤية ،او النتيجة..او الحقيقة تُسْلمها العديد من القصائد سواء عبر متنها ، أو من خلال عناويين القصائد التى كُتبت وخرجت الينا والى العالم عام 2010, حيث تقول الشاعرة فى ص 179 ثم انت/ثم انت/ثم انت ثلاث مرات فى ثلاثين عاماً وفى ص161 يكون عنوان القصيدة رَسَمَ المكان قبل ثلاثين عاماً وفى ص 296 حين كنا بالجامعة كنت أنت من يصيب إبريق النور من أعلى ليغمرنى وتظل الشاعرة بعد كل هذا العمر وكل هذه التجربة تشاركنا الم ومتعة الاكتشافات حيث تقول فى ص 170 بعد كلّ هذا العمر ليست معى صورةٌ لك وتكمل فى ص 298 حيث تقول: كيف يحدث كل هذا فى الوقت القصير الذى هو العمر ولان التجربة من لحم ودم ..وارض وسماء..وتراب وماء كان لابد من اشتباك مع الاماكن والمفردات التى تعبر عن المكان والناس ولذا كان الديوان زاخر, بالعديد من المصطلحات و المفردات والكلمات التى وضعت لها الشاعره هوامش مثل عنوان القصيدة ص165 التى اسمها الكالاش والهامش يقول ان معنى الكلمة هى قبائل لاتدين بالاسلام فى شمال غرب باكستان، كانت مناطقهم تسمى كافرستان ، وايضا"ماكار سانكرانتى "عنوان قصيدة ص171 وهو عيد هندوسى يحتفل بإله الشمس وبداية موسم الحصاد، يحتفلون به فى باكستان. مَثّل َالديوان ابتداءً من العنوان وعبر صفحاته غابة كاملة وموحشة تكتظ بكل أنواع الوحوش المفترسه والجبال الوعرة والخنادق السرية.. حتى تجد نفسك تشارك الشاعرة حالات السقوط فى شرك والتخلص منه والوقف مرة اخرى لتسقط فى شَرَكٍ اخر وتظل على هذه الحالة طوال وقت القراءة الذى لا اعرف كيف تحضر امام عينى شاعرة يتساقط من وجها حبات الحزن المجهول المصدر وكأنها حبات من العرق تسقط على الارض لتنبت شجرات عديدة,وتتجلى هذه الحالة عندما تقول الشاعرة ص179 كيف كانت حياتي ستكون لو لم نتقابل؟ أكثر بهجة وثقة ..وأقل خيانة وفى ص180 صور من نحب صور من نكره صورنا كلها لا تطاق وهكذا وهبتنا الشاعرة غادة نبيل ديوانا لايخص بن لادن..ولكن يخصنا نحن الذين نحيا فى زمن بن لادن..ونعيش تحت مظلة تأثيره ..وصراعه الدائم والمستمر مع القوى الاخرى التى يراها الشيطان وربما البعض منا ايضا يشاركه هذه الرؤية.. ولكن يظل الديوان انسانى وليس سياسى ويظل الديوان شعرا وليس خطابة..وتظل غادة نبيل صاحبة تجربة جميلة فى تقديم إمراة عاشت فى زمن بن لادن، عشقت وكتبت الشعر فى حضوره.