اعتبرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية أن تعليق جامعة الدول العربية عضوية سوريا بالأمس خطوة جريئة تتجاوز عرف ساد هذه المؤسسة منذ زمن طويل بتجنب المشاكل والجدل، ووصفتها بأنها "لطمة على وجه نظام الرئيس السوري بشار الأسد". وقالت الصحيفة فى سياق تقرير نشرته على موقعها الالكتروني اليوم -الأحد- "إن وفود الدول العربية المنزعجة من انتفاضات الربيع العربى، قالت انها تحاول تفادى حرب أخرى مثل الحرب الليبية التى وافقت فيها الجامعة على اتخاذ خطوة غير مسبوقة بالتصديق على التدخل الاجنبى". وأضافت الصحيفة "إن تعليق سوريا الرسمى سيبدأ في غضون أربعة أيام ليقدم ما وصفه مسئولون فى الجامعة بالفرصة الأخيرة للرئيس السورى بشار الأسد لتنفيذ اتفاق سلام وافق نظامه عليه، وبموجبه توقف الحكومة السورية العنف ضد المدنيين وتسحب جميع قوات الامن من المناطق المدنية وتفرج عن السجناء السياسيين". وقالت الصحيفة إن الانتفاضات العربية جاءت لتعيد صياغة الجامعة العربية مع نجاح قطر فى دفع إجراء التصديق على التدخل العسكرى الأجنبى فى ليبيا. واختتمت الصحيفة تقريرها قائلة "إن الجماعة العربية عندما وافقت على التدخل العسكرى الاجنبى لحماية المدنيين فى ليبيا فى شهر مارس الماضى كانت تتعامل مع دولة صغيرة وغير مؤثرة جدا فى المنظمة، لكن سوريا دولة مؤسسة ورئيسية فى المنظمة"، معتبرة أن إجراء الأمس بالتأكيد لطمة على وجه نظام الرئيس السوري بشار الأسد". كما اعتبرت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية أن موافقة الجامعة العربية على تعليق عضوية سوريا بالجامعة واتخاذ حزمة من الإجراءات ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد تمثل انتكاسة لنظام الأسد الذي ظل واثقا بأن القوى الإقليمية والدولية لن تجرؤ على اتخاذ إجراءات قوية ضد دمشق، لما قد يحمله سقوطه من زعزعة الاستقرار في دولة ذات طابع استراتيجي هام في المنطقة، كما فتحت القرارات العربية الباب أمام تصعيد الضغوط الدولية ضد نظام الأسد وعملت على تعميق عزلته وحصاره. وقالت الصحيفة، في سياق تقرير أوردته على موقعها على شبكة الإنترنت، إن دعوة الجامعة لقادة المعارضة السورية للاجتماع خلال الأيام الثلاثة التالية لاتخاذ هذه القرارات من أجل توحيد الرؤى حول الفترة الإنتقالية القادمة إنما يقدم مؤشرا واضحا على أن الدول العربية تتخذ موقفا مطابقا لموقف إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما فيما يتعلق بضرورة تنحي الأسد عن منصبه. وتحدثت الصحيفة عما اتفقت عليه الدول الأعضاء بالجامعة العربية بشأن سوريا، حيث قامت الجامعة بتعليق عضوية دمشق وهددت بفرض عقوبات عليها ومناشدة تدخل منظمة الأممالمتحدة في حال عدم توقف النظام السوري عن ممارسة العنف ضد المدنيين، ووضع حد لما تشهده البلاد من اضطرابات استمرت منذ شهر مارس الماضي وسقط خلالها ما لا يقل عن 3500 قتيل وفقا لإحصائيات الأممالمتحدة. وعقبت الصحيفة على هذه الإجراءات بقولها "إن الإجراءات غير المتوقعة التي اتخذتها الجامعة بشأن سوريا إنما تشير إلى أن الدول العربية قد دخلت بالفعل في مرحلة التخطيط لما بعد سقوط الأسد ".