لم أتردد لحظة واحدة عندما اتخذت قراري بخوض انتخابات مجلس الشعب عن الدائرة الثانية بمحافظة القليوبية "شبين القناطر والخانكة وقليوب"، فقد كانت نظرة واحدة على المشهد السياسي في الدائرة تكشف ضرورة أن يكون هناك صوت مختلف ورؤية مختلفة، فالدائرة المتسعة لم يكن يتنافس فيها سوى فلول الحزب الوطني المنحل هذا من ناحية، أما الناحية الأخرى للمشهد فقد كانت تضم الجماعات الإسلامية "الإخوان والسلفيين.. الخ". هذا المشهد كنت أراه يعبر عن غياب تام للقوى التي صنعت الثورة العظيمة التي أطاحت بالنظام الفاسد، وهو مشهد يوحي أن الثورة لم تقم بعد أو أن هناك من يرغب في أن يرث السلطة، بصرف النظر عن وجود قوى أخرى من حقها المنافسة والتواجد لا سيما كتلة الشباب التي شاركت وساهمت وحرضت على ثورة 25 يناير وتواصلت معها حتى نجحت في إسقاط رأس النظام ورموزه الفاسدة. وحينما أصبحت في غمار المعركة الانتخابية، أدركت بشكل واضح وجود تيارين يتنافسان الآن، ليس في دائرتي فقط بل في مصر كلها، أولهما تيار ضعيف ومفكك وبلا حجة يدعو إلى بقاء القديم على ما هو عليه واستمرار نفس المعايير التي كانت تحكم الانتخابات خلال السنوات الماضية، وبقاء نفس الأفكار والوجوه، أما التيار الأقوى والأشد حضورا وتأثيرا والأقدر على الانتصار، فهو تيار الشباب الذي شارك في الثورة والذي يؤمن بها والذي يراهن على الغد الأفضل، فهذا هو التيار الجديد الذي أدخلته الثورة إلى غمار الحياة السياسية وأصبح أقوى التيارات على الإطلاق، لذلك فتيار الشباب يرى أن فوزه في معركة انتخابات مجلس الشعب القادمة هو انتصار لكل التضحيات التي قدمها خلال الثورة، بل انتصار لقيم الحرية والعدالة وتكافؤ الفرص واحترام كرامة الإنسان. الملاحظة الأبرز في هذا الجيل المهم والمؤثر في مصر الآن، أنه يحمل وبصدق أفكارا تتمرد على كل ما كان سائدا في الماضي، ويرى أنه عاش لسنوات طويلة أسيرا لأفكار قديمة ورموز قديمة لم تجلب عليه إلا الخسارة والفشل والتهميش، لذلك تبدو رؤية جيل الشباب متمردة على كل محاولات التطويع والسيطرة باسم الدين أو الوطنية أو الاستقرار، وكلها شعارات رفعت في السابق ولم يجن هذا الجيل من ورائها أي مكاسب حقيقية، وهنا تبدو الحقيقة التي اكتشفتها خلال حملتي الانتخابية وهو أن جيل الشباب لن ينتخب إلا من هو في صفه ومن يعبر عن أحلامه وطموحاته، مهما كانت درجة تمردها وهي في الحقيقة طموحات وأحلام نبيلة ومثالية إلى أقصى درجة، وهي طموحات وأحلام أسعدني أن يعتبرني هذا التيار الشاب الذي التف حولي خلال الفترة الماضية ممثلا لها ولهم، وأسعدني أكثر أن أكون المرشح الذي يعتبره جيل الشباب ممثل التيار الجديد الذي خرج في مصر كلها ليترك بصمته على مستقبل نتمناه أجمل وأكثر إشراقا.