نعم إحنا يا سيدى أبناء حضارة سبعة الآف سنة وخمسه وخميسه فى عين العدو ونعم كما يقال عنا أننا أعرق الحضارات ومن أقدمها ونعم كنا وخلى بالك أوى من كلمة كنا دى . فقد كنا نمتلك الشهامة والجدعنة وكرم وأخلاق ولاد البلد ويبدو أن هذه الملكية قد آلت لغيرنا منذ فترة ليست بالبعيدة ولا القريبة يعنى تقدر تقول كده من أوائل ثمانينات القرن المنصرم وصدقنى لا أعرف من هو الذى آلت إليه ملكية تلك الأخلاق الرفيعة أو حتى أين هى الآن لكن كل ما أعرفه أنها إختفت من المشهد منذ فترة . والسؤال أين هى الآن ؟ هل سافرت ؟ هل إختفت بفعل فاعل ؟ هل إعتقلت ؟ حقيقة لا أعلم . لكن الشيىء الحقيقى المؤكد أنها لم تقتل وأنها حية ترزق إلى الآن . والدليل على ذلك أنه حينما قامت ثورة شعب مصر المباركة فى 25 يناير رأينها واضحة كوضوح الشمس . نعم كل رأينها وتعجبنا أنها مازالت موجودة حتى الآن . وتسألنا أين كانت من قبل بعد أن ظن الجميع أنها ماتت وأنتهت . لكنها أثبتت أنها مازالت باقية على قيد الحياة . نعم رأينا الأخلاق عادت من جديد تطل علينا بسماتها الرائعة ونفاحاتها العاطرة . رأينا فى الميدان من يحمل المخلفات من على الأرض ، رأينا من لا يستنكف أن ينحنى وينظف وهو يحمل أجمل إبتسامة على وجهه . رأينا من يقوم بطلاء وتجميل الميدان . رأينا من يساعد الضعيف . لم نسمع أو نرى أى حالة تعدى على أنثى سواء بالقول أو بالتحرش بل على العكس كانت كل البنات والنساء فى أمان وطمأنينه لم يشعرن بها من قبل . رأينا من يحافظ عليهن كأنهن أخواتهم أو أبنائهم . رأينا سماحة المصريين التى غابت منذ فترة طويلة . رأينا إحترام الآخر بكل الصور فقائد السيارة يحترم كل من حوله ويحترم إشارت المرور حتى فى عدم وجود أى شرطى أو عسكرى مرور . رأينا إخواننا المسيحيين يحوطون إخوانهم المسلمين بأجسادهم أثناء الصلاة ورأينا إستعدادهم لفدائهم بأرواحهم دفاعاً عنهم ، كذلك رأينا المسلمين يحملون الصليب وإلتفافهم حولهم أثناء قداس الصلاة ورأيناهم يقفون كحائط صد أمام الكنائس لحمايتها ويزودون عنها بأرواحهم . رأينا تلاحم الجميع مسلمين ومسيحيين شباب وكبار السن فى منظومة متناغمه للدفاع عن منازلهم ومقدرات بلادهم ، وفى تنظيم رائع تعجز عنه أكبر الأجهزه الأمنية فى العالم . حقيقة تكفينا تلك الإشادة التى أشادت بها شعوب العالم بنا قبل حكوماتها ، وإننا قد أصبحنا بين ليلة وضحاها قدوة للعالم بأسره وأصبحت كل الشعوب تطالب أن تكون ميادينها مثل ميدان التحرير . ولكن فجأه تغييرت تلك الأوضاع وعدنا مرة أخرى كما كنا قبل الثورة . فعدنا لإلقاء المخلفات والقمامة فى الشوارع والميادين . وعدنا لعدم إحترام الآخر . وعدنا مرة أخرى لقضية المسلم والمسيحى وعودة سريعة للفتنة الطائفية وإحراق الكنائس وخطف النساء وكل طرف يلصق بالطرف الآخر أبشع التهم . عدنا للمعاكسات مرة بل وزاد عليها جرائم التحرش التى أصبحت تحدث فى أى وقت وفى أى مكان . وقد تغيير السؤال الآن وأصبح .... ما هو السر فى هذا التغيير ؟؟؟؟ هل كانت حالة نشوة صاحبت الثورة ثم خبت ؟ أم هو أن الطبع غلاب ؟ أم يأس من فقد أمله فى أن تتحقق مطالب هذه الثورة ؟ ما هو هذا السر الخفى وراء ذلك ؟ وأنا بالطبع أقصد فئة معينة بعينها وليس كل المصريين إننى أقصد الفئة التى تغيرت وعادت مرة أخرى للخلف . هناك من سيقول لى أن تلك الفئة الفاقدة للذوق والأخلاق لم تتغير ولكنها إختفت بين جموع الشعب الذى ظهرت عظمته وأخلاقه أثناء الثورة لذا لم تظهر هذه الفئة بين هذه الجموع . وأقول له وأين هى هذه الجموع الآن ؟ لماذا إختفت مرة أخرى ؟ لما تركت الساحة خالية أمام هذه القلة ؟ ستقول لى إن أخلاقهم وطبيعتهم لا تسمح لهم بمواجهة تلك الشرذمة . سأقول لك قولاً واحداً ........... إسترجل وخليك أخلاق