أخيرا... وقع.. ..مات القذافى.. مات مقتولا بيد الجرذان ،انتهى ملك ملوك أفريقيا وعميد الحكام العرب وصاحب الاقتراح التاريخى بإقامة دولة إسراطين ..وماذا بعد ؟ بالأمس سقط بن على وخلفه مبارك واليوم سقط المجنون على يد من وصفهم بالجرذان والذين توعدهم بالحرب والقتال زنجة زنجة وشبر شبر ..فكان وعيدهم له أسبق، وطاردوه مدينة مدينة، وحصنا حصنا حتى أردوه قتيلا وبثوا صوره على العالم محملا كالجوال على عربة نصف نقل وهو يحتضر قبل أن يلفظ أنفاسه الأخيرة فى أحضان الثوار ..فأين الملك وأين الجاه والسلطان ؟! وأين الحرس من الرجال والنساء ؟! وأين الأهل و الأبناء وأين الثروة والعزة والهيبة ..وأين و أين وأين ....و أين ؟ لعنة الله عليكم أيها الحكام الذين أذقتم شعوبكم الذل وأسقيتموهم المر، وحرمتوهم حتى من حقهم فى الشعور بالحزن لموتكم ومن الدعاء لكم بالرحمة والمغفرة ، لماذا يإلهى قيدت لنا نحن الشعوب العربية حكاما مجانين وحمقى دمرونا قبل أن يدمروا أنفسهم ؛أذلونا طوال سنوات بحكمهم وأصابونا بالحسرة فى لحظات موتهم ..بداية من صدام الذى جلب الوبال على الأمة وفتح لإعدائها الأبواب ومنحهم كل المبررات الشرعية لدخول بغداد عاصمة الحضارة العربية القديمة التى سقطت بشكل مسرحى لتسقط معها عزة العرب .. وتركبهم المذلة بعد القبض عليه مختبئا فى حفرة كالفأر ليراه العالم أجمع فى وضعية مهينة خلفت الحسرة والخجل لكل عربى وكان أكرم له الأنتحار قبل أن يقدموه للعالم العربى والإسلامى مشنوقا صبيحة عيد الأضحى ليكون أضحية أصابت العرب جميعا والمسلمين بالحسرة .. ليس لإنه مات أو شنق ولكن للطريقة التى انتهى بها حاكم حسب فى التاريخ على العروبة والإسلام .. والآن يسقط القذافى بطريقة مشابهة ولكن هذه المرة فى يد أبناء وطنه من الثوار .. فلماذا يارب علينا الآن أن نفرح وأن نتبادل التهانى مع الأخوة والأصدقاء لأن حاكما عربيا آخر سقط ..ولماذ نترقب بحذر وننتظر بلهفة سقوط آخر جديد . لماذا كلهم هكذا بلا رحمة أو دين أو ضمير؟! كلهم خانوا أوطانهم واستذلوا شعوبهم وباعوا خيرات بلادهم وانبطحوا أمام شهواتهم وأطماعهم ..اللهم اجمعهم فى الدرك الأسفل من النار ولاترحم منهم أحدا ..كما قتلوا الأطفال واغتصبوا النساء وفعلوا بأهلهم ما يخجل من فعله الشيطان .. تمرالأيام ويسقط الحكام الواحد تلو الآخر..لكن يظل السؤال يطل برأسه....أما آن الآوان لمن هو باق على كرسيه منهم أن يعتبر ..أم أن ذعرهم من المصير سوف يدفعهم إلى المزيد من الشراسة والعنف من أجل الحفاظ على وجودهم سواء فى الحكم أو فى الحياة .. ألم يأن الآوان لبشار أن يعود من طريق الندامة الذى سار فيه أم أنه قد سبق السيف العزل وتلطخت يداه بالدماء وصارمتأكدا من المصير الذى ينتظره ؛فسوف يقتل ويسحق ويمثل بجثث شعبه حتى يرتدعوا ..ألم يفكر لحظة فى أن القطارقد انطلق وأنه لم يعد فى الإمكان أن يتوقف أبدا ..ألم يثبت لهم جميعا بالدليل والبرهان فشل مقولة : "مصر مش تونس "وليبيا مش مصر"..ألم يفهم بعد هوو صالح وبوتفليقة ..وغيرهم من الحكام الجالسين على قلوب شعوبهم أن المحنة واحدة والقهر واحد وأن الهم والغم والظلم والفساد واحد وأن الشعوب العربية كلها فى الهوا سوا ..لأن حكامهم تقريبا كأنهم أخوة توائم ونسخا مكررة .. نشأوا وترعرعوا فى بيت واحد لأب أحمق وأم مجنونة .. كلهم تقريبا يصرون على الحصول على حقهم كاملا فى نهاية مخجلة تليق بتاريخهم الدنىء ،فعلى الشعوب التى لم يكن أمامها أبدا اختيارا آخر إلا الثورة على هؤلاء أن يواصلوا المسير نحو القدر المحتوم سواء بالسلاح أو بغيره فالأمر فى كل ثورة جديدة تولد متروكا دائما لرغبة الحكام ؛ فالشعوب تخرج مطالبة بحقوقها سلميا مرة ومرتين وثلاث ومليون فيأتى الرد اغتيالا وقتلا واعتقالا ودهسا وقنصا حتى إذا استنفذوا صبرهم حملوا السلاح وقاتلوا ، فلا يلومن أحد على شعب قتل حاكمه أو زعيمه أو حتى أباه فليس هناك من زعيم فى أى دين أو قانون يحق له حكم شعبه بالعافية أو يجوز له أن يدفنهم أحياء أو يدهسهم بمدرعات جيشه الذى تأسس ليحميهم فى الأساس ..لقد آن آوان الشعوب وحان وقت العدالة وحل الربيع ومن ذا الذى يمكنه أن يوقف تفتح الورود أو يعتقل شذاها ..أيها الحكام الجبناء الخونة المأجورون الذين دهستم حاضر الشعوب العربية وفتكتم بالشباب العربى وطمستم ملامح مستقبله أسكنوا مزبلة التاريخ طوعا أو كرها فهى أولى بكم ..وأنتم أجدر بها ..