أعرب الدكتور "يحيى الجمل" -نائب رئيس الوزراء السابق- عن مدى حزن وألمه عن أحداث ماسبيرو الدامية ، قائلا: "لم أبكي على ترك شفيق رئاسة مجلس الوزراء ،وبكيت في حياتي مرتين يوم وفاة أمى ويوم أن شاهدت أحداث ماسبيرو". جاء لك خلال فعاليات مؤتمر القيادات الإدارية العليا 47 السنوي التي انطلقت اليوم - الخميس - بالإسكندرية تحت عنوان "مصر بعد 25 يناير"، حيث تناولت فعاليات الحديث عن "خصائص البيئة المطلوب توافرها لنجاح الرؤى الجديدة للإدارة". أضاف الجمل أنه قام بتوبيخ إدارة التليفزيون المصري واتصل بوزير الإعلام ، لكن من قام بالرد مدير مكتبه وقام بتوبيخه أيضا على التغطية السيئة له لإحداث ماسبيرو ، مشيرا لكم "الغيظ" الذي شعر به حينما قرأ على الشاشات أن "الأقباط بيضربوا في الجيش"، مؤكدا أنه لا يصح أن يكتب الليفزيون خبرا بهذه الطريقة. وأكد الجمل أن مصر لن يكسرها إلا الفتنة الطائفية ، ملقيا مسؤلية أحداث ماسبيرو وأحداث الفتنة الطائفية كاملة على الإدارة الأمريكية والإسرائيلية ، قائلا : "نشر الفتنة الطائفية مخطط موجود منذ أكثر من 100 عام". كما تحدث عن الرئيس المتنحى مبارك ، حيث وصفه بأنه كان يتميز بالغباء والعناد الشديد ولم يكن في أحلامه أن يكون رئيسا للجمهورية ، ويوم استدعاءه في استراحة القناطر لإبلاغه بمنصب نائب الرئيس لم يكن يصدق ذلك، ورد بتحيه عسكرية رجت القصر واندهش منها كل الحاضرين- على حد قوله . من جانبه قال اللواء "أحمد عبد الحليم"- الخبير الاستراتيجي - أنه إذا لم يكن القانون هو الحاكم الرئيسي لمصر سنصبح في حالة فوضى ، مشيرا أنه من حق الشعب المصري أن يعبر عن إراداته بكل حرية ولكن عليه أن يعى مصلحة البلاد لأن الكثير داخل الوطن يرغبون في تغيير الموازين داخل مصر لصالحهم بإثارة الفتن وإشعال الفوضى. وأردف قائلا: "نتيجة لما يحدث فإن الشرطة تتراجع خوفا من اتهامها بتعذيب المواطنين مرة أخرى ،وعملية إعادة بناء الشرطة مطلوبة مما سيتطلب المليارات". كان مطلوب من مصر في اجتماع شبه رسمي أن يكون الدعم مصري وأن يكون مطار مرسى مطروح مرسى للطائرات ولكن مصر رفضت لأن مبدا التعامل مع الدول الاخرى لدينا قائم على عدم التدخل في الشئون الداخلية لأي دولة. وتحدث عن عملية تبادل الأسرى التي أشرفت عليها مصر بين إسرائيل وفلسطين ، حيث أوضح أن أحد أسباب دعم العملية هو تأكد إسرائيل من أن التغييرات الموجودة في مصر تغييرات "حقيقية"وتخلصت من الأيادي الخارجية ، ويجب على مصر أن تواكب تلك التغييرات ، مشيرا أنه لابد من إعادة وصياغة وترتيب التهديدات التي تواجه مصر حسب الأولوية وإعادة رسم الخريطة السياسة الخارجية والاقتصادية للبلاد. وأضاف " عبد الحليم": "أن زيارة أردوغان لمصر رجت إسرائيل ، وعودة العلاقات مع إيران عملية جوهرية لاستتباب الأمن في المنطقة ، لأن مصر وتركيا وإيران من الدول ذات المراكز القوية ، على العكس من إسرائيل التي تعتبر نقطة ضعيفة ، مضيفا أن إسرائيل هى الحقيقة الوحيدة التي لا يجرؤ أحد في الولاياتالمتحدةالأمريكية أن ينكرها. وأضاف أن إسرائيل مرعوبة من أن تقوم سوريا بعمل إجراء عسكري في حدودها مع إسرائيل لمجرد جذب الانتباه من الداخل ،وهذا كان من أهم الأسباب التي تحكم إسرائيل وطريقة تعاملها ، واصفا الثورة في سوريا أنها كانت من أكثر الثورات العربية اختلافا في الربيع العربي لأن القوة استخدمت فيها بشكل مفرط.