رصدت الصحف الأمريكية حملة الاعتقالات الأخيرة التي شنتها الحكومة المصرية علي جماعة الإخوان المسلمين، وقالت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأمريكية إن هذه الاعتقالات قد أصبحت إجراء روتينيا تمارسه السلطات المصرية، فيما أرجعت صحيفة «وورلد تريبيون» هذه الممارسات إلي قرب الانتخابات البرلمانية ومحاولة الحكومة اقصاء الإخوان عن الساحة الانتخابية لمنعهم من تحقيق نصر برلماني مماثل لذلك الذي حققته الجماعة عام 2005 . ووصفت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأمريكية حملة الاعتقالات التي شنتها السلطات الأمنية المصرية ضد جماعة الإخوان المسلمين بأنها باتت مجرد إجراء روتيني تمارسه السلطات المصرية، مشيرة إلي أن هذه الاعتقالات الدورية قد اكتسبت زخما بعد أن انتقدت الجماعة قرار مصر باستمرار غلق الحدود مع قطاع غزة، ومساعدة إسرائيل في حصارها لحماس. وأكدت علي ذلك بنقل أجزاء من بيان أصدرته الجماعة تعليقاً علي الاعتقالات قالت فيه إنها تعتبر الحملة الأخيرة نتيجة لدعم الجماعة المستمر لشعب غزة المحاصر ولتقويض مشاركة الجماعة في الانتخابات التشريعية المقررة أواخر هذا العام. كما أوضحت الصحيفة الأمريكية أن اعتقالات يوم الاثنين تأتي بعد أقل من شهر علي تعيين مرشد جديد للإخوان، هو الدكتور محمد بديع، وعلي الرغم من أنه قد أبدي في أول حديث له لدي توليه قيادة الجماعة أنه يرغب في علاقات سلمية مع نظام الرئيس المصري حسني مبارك. ونقلت عن بديع قوله في ذلك الوقت «نحن نؤكد أن الإخوان لم تكن في يوم من الأيام خصما للنظام». بينما فسرت صحيفة «وورلد تريبيون» الحملة الأخيرة ضد الإخوان بقرب الانتخابات البرلمانية، ومن ثم رغبة الحكومة في القضاء علي حركة المعارضة الإسلامية، مشيرة إلي قيام الحكومة باعتقال ما لا يقل عن اثني عشر من كبار أعضاء جماعة الإخوان المسلمين في مداهمات في جميع مناطق القاهرة، وشملت اعتقال نائب مرشد جماعة الإخوان المسلمين محمود عزت. وأشارت الصحيفة إلي أنه من الواضح أن هذه الحملة تهدف إلي عرقلة الجماعة عن خوض الانتخابات البرلمانية القادمة المقررة في عام 2010، مشيرة إلي أن استطلاعات الرأي تؤكد أن المعارضة الإسلامية من المتوقع أن تفقد الكثير من المقاعد في الانتخابات المقبلة. وعبرت الصحيفة عن دهشتها من حملة القمع التي جاءت للمرة الأولي منذ اختيار محمد بديع زعيما لجماعة الإخوان المسلمين في يناير 2010، لأنه سعي إلي مصالحة مع نظام الرئيس حسني مبارك.