سيدي المليونجي.. كان الله ف العون.. فقد دارت مكنة العين والحسد بكل ما تحمله من ضغينة سوداء وحقد مقطرن بلاك.. ولن تستطيع مهما أوتيت من قوة أن تجد لها دفعا.. فعلي رأي القصري.. الكهربا عملت كونتاك. موقف غاية ف الحرج الصراحة.. لما أي موظف عمومي يلاقي مرتبه المنتفخ الوارم منشور بالمانشيت الأحمر الموجوج بنار الحبر علني كده.. في بلد يكمل أغلب شعبه عشاه وصلة دش ونوم، ده إذا كان العشا لسه ساري ف مصر.. وما يستتبعه ذلك الحرج من تداعيات تمتد من الشعب الحسدجي إلي الأقارب والحبايب والجيران الحسدجية بالضرورة.. حينما ينفجر عديل الموظف العمومي - أي موظف - المفضوح مرتبه في غيظ وعنف صارخا «شايفة.. شايفة جوز أختك بيقفش كام ف الشهر.. قال وجاي فرح البت ينقط بمية جنيه عمي».. انتقالا إلي جارات زوجة الموظف والنميمة المحببة.. «شفتي يا حبيبتي.. وعاملة مدعية الفقر.. ونقولها تدفعوا ف مواتير المية ولا الأسانسير تقولك ما بنحتاجوش».. ثم إلي البواب والذي يدرك كم كان دغوفاً وملطوخ علي قفاه ف شهريته لكونها اقل شهرية ف عموم شقق العمارة وهو ما كان يتغاضي عنه متعاطفا ومردداً «الشعب لازمن يساعد الحكومة».. والذي سوف يصير في القادم من أيام مادة الحقد وشرارات الحسد من بوابين المنطقة.. «ده ف عمارة الماليونجي يا أبا.. وفالح يأرطسنا كل مرة ف حجر المعسل».. ثم البقالين الزلنطحية واللي حيفضحوا قايمة مشترواته لكل من هب ودب انتهاء بطيارين الدلفيري.. اللي بيعرفوا من يافطة الباب طبعا وتجريسهم المشروع.. «آخرهم يسيبوا نص جنيه». إنها كارثة بجميع المقاييس.. حينما تنشر جريدة حقود مغرضة - كالدستور مثلاً - خبرا كهذا يخص أي موظف عام.. وربما تتبعه بنشر مفردات مرتبه كمان غير عابئة بجهود ذلك الموظف المضنية في التظاهر بالزهد والتقشف.. أو جهود زوجته المستميتة من تعليق الخرز الأزرق والأحجبة إلي ادعاء الفقر والمرض والغلا وشوفي إزازة الزيت بأت بكام.. ناهيكم عن الفجوة التي تدب بين الأب والأبناء حينما يكتشفون حقيقة مرتب أبوهم.. وقد تركهم كل هاتيك السنين في غيهم يركبون عربيات مشنشنة يادوب موديل السنة اللي فاتت! لذا.. وأمام شعب عينه مدورة ومقورة وبصيص ف لقمة موظفينه كشعبنا.. فلن تقوم للشفافية قائمة وستظل فكرة قانون تداول المعلومات ف الدرج نائمة.. معلومات إيه اللي عايزين نتداولها.. عايزين نعرف الريس بياخد كام مثلا.. وبعدين نقعد نعمل مجالس قر.. فالبلد تضيع..عيب طبعا.. أو رئيس الوزرا بيقفشله كام ونستلمه نق.. والراجل داخل علي جوازة وعاوز اللي يدعيله مش اللي يدعي عليه.. فلا لقانون تداول المعلومات وليبقي قانون «الويم».. خلوها بالويم.... علشان البلد دي تعيش.