حاولت أن أوجد أي كيمياء بيني وبينها فلم أستطع! رغم أن كل ما أسمعه حاليًا تقريبًا هي كلاسيكيات قديمة سواء لعبدالحليم حافظ أو عبدالوهاب أو لفرانك سيناترا وألفيس بريسلي وتوني بينيت، فلا يوجد عداوة بيني وبين التسجيلات اللي «عليها تراب»، وليست بنقاوة تسجيل الأغاني الحالية، ولكن صوتها بالنسبة لي أفضل من أن يكون حقيقيًا! ولكل مطرب نواقص تكون أحيانًا هي ما تميزه، فعبدالحليم ينقل لي شعورًا بالحزن والانكسار الرقيق حتي في أسعد أغانيه.. فرانك سيناترا مميز لدي بصوته الرخيم الذي لا يستطيع أن يصعد معه إلي نوتة موسيقية شديدة العلو. أما هي فعندما تقف أمام الميكروفون بتعمل حاجات غريبة! طبقات صوتها تغني تقريبًا كل شيء ونقلاتها من نوتة منخفضة إلي نوتة عالية متمكنة وواثقة.. إيه يا ست! كما أن مظهرها الوقور ووقفتها علي المسرح تعطي إحساسًا بالقوة، مما يعطيك إحساس إنك مش هاتعرف تمسك عليها حاجة! هذه المرأة أمام الميكروفون لا يوجد لديها نواقص، وقد أفقدتني هذه القوة الحميمية بيني وبينها! أٌشغِّل أغانيها، ولكن لا أستطيع أن «أتسلطن» كما يقولون، لأن مفيش كيمياء.. تمامًا كفيلم أبطاله شاب كويس وفتاة كويسة عاشوا قصة حب كويسة وكان أهلهم كويسين فاتجوزوا بسعادة وخلِّفوا أولاد كويسين.. لن أستطيع أن أشاهد ذلك إلي النهاية! أما عندما يغرق البطل في قاع المحيط أو يشرب مخدِّرات وحبيبته تشتغل رقاصة.. لأ نشوف اللي بيحصل بقي! فعند هذا الحد، هناك أحداث ومواقف أتعاطف معها.. أما هي «أم كلثوم» فهي قوية زيادة عن اللزوم! ناهيك بقي عن الأشياء التي قتلت بحثًا.. أن الأغاني طويلة وتوصل لساعة وأكتر.. يعني من علي بال ما أوصل إسكندرية، أكون سمعت أغنيتين وأقفل التانية في آخرها، وهذا لا يتناسب مع أسلوب حياة الجيل الذي أنتمي إليه، ورغم أن هناك استثناءات لكثير من أبناء جيلي يعشقونها، ويسيبوا الدنيا ويسمعوها، لكن أنا مش منهم.. عفوًا أم كلثوم.. إنتي جامدة بزيادة!