إتهمت اللجنة الباكستانية المفوضة بالتحقيق فى ملابسات عملية إغتيال الزعيم الراحل لتنظيم القاعدة أسامة بن لادن على أيدى قوات أمريكية خاصة، طبيبا باكستانيا بمساعدة وكالة المخابرات المركزية الأمريكية "سى آى إيه" لكشف معقل بن لادن. وذكرت هيئة الإذاعة البريطانية (بى بى سى) أن اللجنة طالبت بمحاكمة الطبيب شكيل أفريدى بتهمة "الخيانة العظمى" بعد أن ضلع فى إدارة برنامج التطعيم المزيف فى مدينة آبوت آباد الباكستانية الذى لجأت إليه "سى آى إيه" كحيلة للتأكد من تواجد أسامة بن لادن هناك قبل عملية تصفيته فى شهر مايو الماضى، من خلال الحصول على الحمض النووى الوراثى (دى إن إيه) لأفراد عائلته. وواصلت اللجنة عملها باستجواب مسئولى الاستخبارات الباكستانية بالإضافة إلى أفراد عائلة بن لادن، فيما يوضع الطبيب المتهم رهن الاحتجاز بعد أن القى القبض عليه فى أعقاب اغتيال زعيم القاعدة بوقت قصير. وتباشر اللجنة أيضا - من بين اختصاصاتها - تحقيقا حول أسباب نجاح أسامة بن لادن فى الاختباء بآبوت آباد التى لا تبعد سوى 80 ميلا عن العاصمة الباكستانية إسلام آباد طيلة هذه الفترة دون أن ينكشف . وكانت تفاصيل هذا البرنامج التطعيمى قد نشرتها صحيفة الجارديان البريطانية فى شهر يوليو الماضى، ثم عادت إحدى وكالات الأنباء الأجنبية الكبرى لتؤكد تفاصيل تنظيم برنامج التطعيم المزيف من قبل مسئولين أمريكيين. وأثارت هذه الحملة انتقادا واسع النطاق من قبل مسئولى منظمة الصحة العالمية، حيث وصفت المتحدثة باسم المنظمة سونا بارى هذه الأحداث ب"المؤسفة"، وأنها أسوأ شىء يمكن وصم حملة للصحة العامة به، مشيرة إلى أن أى رد فعل عنيف إزاء ذلك سيسبب ألما للأطفال الباكستانيين. وبالرغم من أن البيت الأبيض و"سى آى إيه" لم يتحدثا عن هذا البرنامج التطعيمى، إلا أن مسئولا أمريكيا بارزا - رفض الكشف عن هويته - أكد أن اتخاذ هذا القرار كان خطوة نادرة الحدوث أفرزتها خطورة أسامه بن لادن وحتمية العثور عليه. وتشير التقارير إلى أن المادة التى تم استخدامها فى عملية التطعيم لم تكن مادة وهمية، وإنما كانت لقاح ضد مرض الالتهاب الكبدى، حيث كان مسئولى الاستخبارات الأمريكية تحت ضغط كبير وهو التأكد من أن بن لادن كان بالفعل داخل جدران المبنى المرصود قبل المخاطرة بأرواح الجنود الأمريكيين الذين شاركوا فى عملية تصفيته