الحق أقول إنني لم أفرح بالكأس الأفريقية بقدر فرحي بهذا النصر التاريخي لحسن شحاتة وفرقة السيرك الكروي الفني المصري علي فريق الجزائر للكاراتيه، فقد لعبنا مباراة في كرة القدم، قدمنا خلالها كل فنون الكورة من لعب بالكعوب والرءوس والرموش أحيانا، بينما قدم إخواننا في الجزائر عرضا لفنون القتال باستخدام الرءوس والأقدام والأجسام الطائرة، حتي إن حكم المباراة نال روسية من الأخ شاوشي أفقدت الحكم رشده وأنسته دوره وجعلته لا يدري ماذا يفعل مع هذا الشاوشي ولكن كيف بلغت الجرأة بهذا الفتي الذي حلق شعره علي طريقة العربجية أن يخبط حكم المباراة بالروسية؟ هل مسه مس من الجنون؟! هل فقد عقله وأصبح كالمجنون؟! الإجابة بالتأكيد بنعم فقد تصدي الولد حسني عبد ربه لضربة الجزاء علي طريقة لاعبي الحواري وضحك علي أخينا الشاوشي فجعله يجري كالفلاح الأهبل في ناحية ووضع الكرة في الناحية الأخري، وليت الأمر توقف عند ذلك فها هو الشاوشي الذي يجيد الطيران في الفضاء والإمساك بالكرات الشاردة والواردة يتعرض لقذيفة ماركة زيدان في أقصي الشباك من ناحية اليمين، فيطير الشاوشي في الهواء وهو لا يدري عن الكرة شيئا هل دخلت الشباك وسكنت لتسجل الهدف الثاني للمنتخب المصري أم أنها عرفت طريقها إلي خارج المرمي الجزائري، لقد هبط الشاوشي بعد الطيران المرتفع في الهواء ليسقط علي الأرض ويجد الكرة خلفه تتهادي في طمأنينة داخل شباكه التي فض المصريون عذريتها وزادوها هدفا ثالثا يقدم هذا الآتي من عالم المجهول الولد محمد عبد الشافي ليصبح ثالثة الأسافي تحت الزير الذي عرفناه باسم الشاوشي، ولكن لماذا أدخل حسن شحاتة الفرحة في قلوب أهل مصر عندما سكع الجزائر بأربعة أهداف دون مقابل.. ولماذا جاءت الفرحة بالفوز المذل علي الأشقاء طاغيا بحيث فاق فرحة الحصول علي الكأس إلي الأبد.. السبب بالتأكيد هو أن الأشقاء في الجزائر تطاولوا علي مصر وعلي أهل مصر وعلي فناني مصر وعلي قيادة مصر، ويا سبحان الله نحن في مصر ننتقد أهل الفن ونشاغبهم وأحيانا نفرش لهم الملاية، وفي السياسة لا نهادن الناس اللي فوق ونستغل كل صغيرة وكبيرة لكي نشن عليهم الهجوم ونرميهم بكل نقيصة.. ولكننا نسمح بذلك لأنفسنا.. يعني «زيتنا في دقيقنا».. المصري يمارس حقه في نقد المصري المعارض مصريا والحاكم مصريا والناقد مصريا والمنقود مصريا.. أي نعم نحن مصريون في قلب بعض شعب يمارس دوره المتحضر ولكن إياك وأن تقترب من أي رمز مصري ستكون ليلة أبوك سوداء بعون الله، ذلك لأن نفس المصري الذي هو في موقف المعارض سينقلب إلي أشد أنصار النظام المصري في حال تعرضه لأي نقد من خارج الحدود خصوصا إذا كان النقد لا يبغي سوي النيل من دور واسم ومكانة مصر.. هذا أمر غير مقبول وغير مسموح به وعلي الأشقاء في الجزائر أن يقفوا عند حد الأدب ويا إخواننا يا بتوع الجزائر.. ملك الملوك إذا وهب.. فلا تسألن عن السبب وقف عند حد الأدب.. فقد وهب الله مصر موقعا فريدا ووهبها شعبا لا مثيل له بين شعوب الأرض ومنحها دوراً ليس له نظير وسط عالمها العربي وذكرها في كتابه ولله في ذلك حكم .. وقد تفوز الجزائر علي مصر في مباراة للكرة وقد تتقدم الجزائر علي مصر في دورة للألعاب ولكن الجزائر ستبقي كما هو مكتوب لها دائما أن تقبع في ذلك المكان في أقصي شمال القارة الأفريقية لا تقوم لها قائمة ولا نسمع لها حسا ولا صوتًا ولا نري لها أثرا في سياسة عربية أو دولية اللهم سوي أخبار هنا أو هناك عن عمليات إرهابية من قبل خارجين علي النظام وعمليات إرهابية مضادة من قبل النظام نفسه.. ويا عم زيدان أنت وعبد ربه وعبد الشافي شكرا لكم جميعا لأنكم فكرتوني بعد هذه السيمفونية من الأهداف المصرية في مرمي الشاوشي بالأغنية التي تقول.. طار في الهوا .. شاوشي!! شكرا لكم.. ألف شكر!!