فتاواه الشهيرة، أزعجت النظام السابق. مقاطعة الانتخابات البرلمانية، ومقاطعة المنتجات الإسرائيلية، واعتبار الرئيس العراقي الراحل صدام حسين "شهيدا"، كلها كانت آراءه، التي صدم بها مسؤولي الناظم السابق، فتخصلوا منه سريعا. هو الدكتور نصر فريد واصل، مفتي الديار المصرية الأسبق، الذي يعتبره كثيرون من الثائرين ضد نظام الرئيس المخلوع، أيضا من الزاحفين إلى "ميدان التحرير"ن ليشارك طوائف الشعب جميع مطالبهم المشروعة. واصل، حظى بثقة الأزهريين، والقوى الوطنية والسياسية، لكنه تعرض مؤخرا لحملة شعواء، عقب استقالته من رئاسة "الهيئة الشرعية للحقوق والإصلاح"، وهو ما عقب عليه، في تصريحات ل«الدستور الأصلي» قائلا: "الهيئة تخلت عن أهدافها المشروعة، التي على أساسها قبلت الإشراف عليها". مبديا اعتراضه على "حملات التكفير"، التي يشنها أفراد من الهيئة على بعض القوى المدنية. "الثورة تحتاج إلى وقت طويل، حتى تؤتي ثمارها"، يعبر واصل عن رأيه، داعيا إلى توحيد صفوف القوى الوطنية، لدرء "محاولات إفشال الثورة". معتبرا أن سرعة محاكمة رموز النظام السابق "ستثلج الصدور، خصوصا أهالي الشهداء، الذين لهم كل الحق في طلب القصاص"، وعن مطالبات التيارات الإسلامية بتطبيق الشريعة، قال واصل إن عدم تطبيق النظام السابق الشريعة الإسلامية، التي نصت عليها المادة الثانية من الدستور، هو "سبب كل البلاء الذي لحق بالبلاد، من استشراء الفساد، والظلم، وسرقة المال العام". مرحبا في الوقت نفسه ب"وثيقة الأزهر" التي تهدف، حسب وصفه، إلى إصلاح الشأن بين أبناء الأمة الواحدة. وعن الاتهامات التي وجهت إلى الأزهر في الفترة الأخيرة، بسبب تصديه لإصدار الوثيقة، وهي الاتهامات التي اعتبر مطلقوها أن الأزهر يمارس عملا سياسيا، يرد مفتي الديار الأسبق، قائلا: "يكفي الأزهر فخرا، أنه يحافظ على ثوابت الأمة، وغيره لا يفعل". مشيرا إلى أن التعجيل بإجراء الانتخابات البرلمانية "أمر مهم، لأن البلد في وضع مقلق"، منددا بلغة "التخوين" التي سادت المجتمع المصري بعد الثورة، لأنها "ليست من الإسلام"، ويضيف بحسم "كل طرف لديه دليل على خيانة أحد، فليقدمه للقضاء، أو ليصمت". للأزهر "دور مهم" في عودة العلاقات بين مصر وإيران، هذا ما يؤكده واصل، مشددا على أن البلدين هما "قطبا الأمة الروحيان"، محذرا من محاولات دول غربية، وحلفائها في المنطقة، الوقيعة بينهما.