ستة ساعات عصيبة عاشها الدستور الأصلي مع شباب من المعتصمين في مسيرة خرجت من ميدان التحرير إلى ميدان العباسية. منذ الساعة التاسعة وقف بعض الشباب وهتفوا للمجلس ورفع آخرون كروت حمراء تعبيرا عن غضبهم وظل الأمر في حالة خلاف نبقى أو نتحرك، تجمع نحو ألف معتصم وقرروا التحرك. خرجوا من الميدان ويرفعون هتافات "القصاص القصاص". مسيرة بلا قوى سياسية أو شخصيات معروفة ولكنها غاضبة تحمل بين ظفرات متظاهريها غضب التباطؤ ورفض السكوت على حقوق الثورة ومطالبها تلمح في عروق متظاهر قرر أن يهتف نفير الدماء شبيها بدماء شهيد يعتصم أهله في الميدان يطلبوا بحق القصاص. من التحرير إلى رمسيس والهتافات تعلو والجماهير تزيد، العدد يزداد إلى 1500 أو أكثر. وفي غمرة حاول البعض توقيف المسيرة، أهالي رافضين إلى الاستمرار نريد الهدوء والاستقرار. يقف أمام والد شهيد يمسك صورته ويقول لهم "لو كان ابنك مكان ابني في الصورة كنت هتقول ايه". يقتنع البعض وينضم ويرفض آخرين ويسبوا ويلعنوا عاوزين هدوء عاوزين استقرار وإلى مسجد النور توقفت المسيرة وكان منتصف الليل تقريبا حيث قطعت عليهم قوات الشرطة العسكرية الطريق بالعشرات من المدرعات وناقلات الجنود يقف الشباب ويهتفوا "من التحرير للعباسية..احنا مصر الحية..مصر بلدنا مش هتموت". شد وجذب حديث هنا ورفض هناك فإذا برصاص ( صوت في الهواء ) يخرج من المدرعات بغرض التفريق فيرد المتظاهرين بالحجارة لأكثر من ساعة شد وجذب تبادل للحجارة مع رصاص للتفرقة. ثم يأتي الهدوء ومع دخول الساعة الواحدة تقريبا تحاول ثلاث عربات للأمن المركزي الدخول للمنطقة فيقرر المتظاهرين مطاردتها وتعود العربات ادراجها وتهرب وفي طريقها تصدم عدد من الدرجات البخارية. مع اقتراب الساعة الثانية يقف ضباط من الشرطة العسكرية ليمتصوا غضب المتظاهرين ويتحدثوا معهم في أمور أخرى غير المظاهر لامتصاص الغضب فيقرر المتظاهرين أن يعودوا ادراجهم إلى الميدان ولكنهم يقفوا ويهتفوا" جايين بكره..جاين بكره".