هي أحد رموز المؤسسات الصحية في العالم حين أنشئ تحت اسم جمعية مبرة محمد علي عام 1943 مدعم بجميع التخصصات حينما كان العلاج فيه بديلا عن السفر للعلاج بالخارج، كما يأتي إليه الأجانب لإجراء الفحوصات الطبية، ومن أبرز الشخصيات التي تم علاجها فيها محافظ الإسكندرية الأسبق فوزي معاذ عند إصابته بأزمة قلبية في أحد الاجتماعات بمكتبه. مبرة باكوس كانت تقدم خدمة طبية عالية الكفاءة ونظرا للإقبال الشديد عليها كانت لافتة «لا توجد أسِّرة خالية» معلقة علي جدرانها بشكل شبه دائم قبل أن يدخل عهداً جديداً من انخفاض مستوي العلاج إلي حد عدم وجود أي مريض في القسم الداخلي مع وجود حالات استقبال قليلة جدا تعد علي أصابع اليد الواحدة. يطالب العاملون في مستشفي مبرة باكوس «محمد علي سابقا» وزير الصحة بزيارة مفاجئة لرصد الإهمال الذي أصبح سمة غالبة للمبرة، خاصة في المعمل الذي يخلو من أي وسائل وقاية، فلا توجد به قفازات لارتدائها أثناء عمل التحاليل، بالإضافة إلي بدائية الأجهزة في المعمل وضعف مستواها، الأمر الذي يصيب العاملين بالهلع الدائم من انتقال العدوي إليهم من المرضي، خاصة من جهاز تحليل الدم والذي يقوم فني سحب العينة فيه بسحبها عن طريق ماصة زجاجية ما زالت تعمل عبر قيام الفني بشفط العينة بفمه. ولأن سحب عينات الدم لا يستطيع الفني من خلالها تحديد نوع المرض فإنه عادة ما تراوده شكوك بانتقال بعض الفيروسات الخطيرة إليه مثل فيرس «سي» أو فيرس «بي» أو الإيدز. الأخطر من ذلك أن أمبولات سحب العينة يتم غسلها بالماء والصابون السائل بدلا من إلقائها بأكياس النفايات الخطرة تمهيدا لإعدامها مما أصاب إحدي العاملات بقطع وتر إبهام يدها اليمني أثناء عملية غسيل أمبولات التحليل والتي يتم استخدامها مرارا وتكرارا، وتقول إحدي زميلاتها: «ربنا يستر ما تكونش انتقلت لها عدوي من الجرح»، وأشارت إلي الخوف الشديد الذي يصيب العاملين في حالة الشكوي نظرا لشدة الجزاءات التي توقع عليهم، حيث يتم نقلهم إلي المستشفي القبطي والذي يبعد عن منازلهم بمسافات طويلة مما يحملهم عبئاً مادياً لا يقدرون عليه في الوقت الذي يعانون فيه ضعف الرواتب وعدم وجود حوافز أو مكافآت تُعينهم علي الاستمرار. علي النقيض تماماً من هذه الصورة الحية يؤكد رضا سليم - مدير المستشفي - أن المبرة به وحدة وقاية وأن «مكافحة العدوي» بها طبيب وممرضتان متفرغون تماما لشأن العدوي مع توافر أحدث الأساليب الصحية في التخلص من المخلفات الطبية وغير الطبية، فضلاً عن النفايات الخطرة وغير الخطرة تحت إشراف فريق مكافحة العدوي، فيما يؤكد فنيّو المعمل أن وحدة مكافحة العدوي حديثة الإنشاء بعد انتقال العدوي إلي عدد كبير من المرضي وفريق التمريض. وقد تقدم المحمدي السيد أحمد - عضو مجلس الشعب - مؤخراً بطلب إحاطة إلي وزير الصحة حول تدهور أوضاع المستشفي وضرورة إعادة بناء هيكله وكيانه الإداري من أجل الصعود والارتقاء بمستوي المستشفي مرة أخري.