"نحن في مرحلة دقيقة من مراحل الثورة المصرية" هكذا قال الباحث السياسي د عمار علي حسن مضيفا "البعض يعتقد بأن الثورة انتهت بتنحي مبارك وهذا خطأ فالثورة مازالت قائمة لأن الثورات لا تكتمل الا اذا حققت تغييرات جذرية في المجتمع، فالمشكلة ليست في حسني مبارك ولكنها أعمق بكثير منه لأن مصر تحولت في الأربعين سنة الماضية إلى خرابة". جاء ذلك خلال المؤتمر الجماهيري الذي عقده ائتلاف شباب الثورة بالاشتراك مع حركة 6 أبريل – الجبهة الديمقراطية- وذلك مساء أمس الخميس بمنطقة امبابة تحت عنوان " الشعب يريد ادارة المرحلة الانتقالية" وذلك لمناقشة الأوضاع السياسية والأمنية في مصر خلال المرحلة الانتقالية" وأضاف حسن "إذا كان المجلس العسكري يريد من المواطنين أن يتوقفوا عن التظاهر في ميدان التحرير فعليه الاستجابة لمطالبهم وضمان حقوقهم أولا"، مشيرا إلى أن الشعب المصري - على حد قوله - لن يفوض أحد للتحدث بلسانه إلا بعد تأسيس نقابات مستقلة تعبر عن الشعب، واتحادات مصرية ليست مثل اتحاد العمال الذي وصفه بالمنافق قائلا عنه أنه ينقل ولائه من نظام الى نظام اخر، متابعا "عندما يكون هناك أناس أكفاء محترمين ولائهم لثورة الشعب لن نذهب إلى ميدان التحرير بل سنفوضهم للتحدث باسم الشعب المصري" وعن استمرار التظاهرات قال حسن : "الثورة لن تكتمل إلا بعد أن يحقق المصريون أهدافهم واستمرار الثورة لا يعني حدوث مظاهرات بشكل عشوائي او الاعتداء على مراكز الشرطة أو حدوث أعمال تدمير وشغب ولكنها تعني تحقيق الشعب لمطالبه المشروعة والتعبير عن ذلك بالطرق السلمية". من جانبه وصف المخرج السينمائي خالد يوسف المرحلة المقبلة بالحاسمة قائلا : "هذه المرحلة هي مرحلة حياة أو موت بالنسبة لمصر، فا اما أن تنهض مصر نهضة كبيرة أو سيكون العكس وأنا عندي أمل أن مصر ستعيش أجمل عصر لم تشهده من قبل لأن هذه أول مرة تجتمع فيها ارادة الشعب المصري كاملة غير منقوصة على صنع التغيير لهذه البلد" وعن الحديث الدائر حول محاولة الوقيعة بين الجيش والشعب قال يوسف " لا نقبل بأي شكل محاولة للوقيعة بين الجيش والشعب ونحن نحترم المؤسسة العسكرية المصرية جدا لأنها صاحبة تاريخ مشرف في النضال الوطني، لكننا نرى أن المجلس العسكري لن يؤدي بمصر إلى الطريق الذي نريد، نحن نرى النجاح من وجهة نظر وهو يرى الثورة بوجهة نظره". واتفق معه في الرأي ناصر الراللالناصر عبد الحميد عضو المكتب التنفيذي لائتلاف شباب الثورة قائلا "هناك احترام شديد للجيش وهذا لا خلاف عليه، لكن عندما ننتقد أداء المجلس العسكري في إدارة بعض الشئون فهذا لا يعطي الحق لأحد أن يصف هذا الانتقاد بأنه محاولة للوقيعة بين الجيش والشعب"، لافتا إلى دعوة 27 مايو الماضي التي وصف بعض الجماعات المشاركين فيها بالخونة والكفرة. ووصف ناصر هذه الفترة بأنها الأخطر في عمر الثورة قائلا " هذه الفترة إن لم تنجح بالشكل المطلوب فمعنى ذلك أننا سنعود لما قبل 25 يناير بل سنعود أسوأ مما كنا عليه من قبل". وطالب ناصر - والذي نقل مطلب الائتلاف - بضرورة وضع دستور جديد للبلاد واصفا اياه بالأمر غير المحال, مشيرا إلى أن البلد ستشهد حالة كبيرة من الاستقرار السياسي في حالة وضع دستور جديد خلال هذه الفترة. مضيفا "نطالب أيضا بضرورة تأجيل انتخابات مجلس الشعب القادمة، فالأمن الذي فشل في أحداث امبابة كيف له أن يحمي اللجان الانتخابية من البلطجية". وفي سياق متصل أشار عبد الرحمن هريدي – مسئول الملف الأمني بالائتلاف- إلى أنه تم تكوين مجموعات من شباب الثورة وشباب الأحياء وذلك لحماية لجان الثانوية العامة تحسبا لحدوث أعمال بلطجة، قائلا "شباب الثورة استطاع أن يؤمن مباريات كرة القدم والمستشفيات التي تعرضت لهجوم البلطجية ولن نتوانى عن حماية المنشآت العامة في حالة تباطئ رجال الشرطة في عمل واجبهم الأمني". يذكر أنه كان من المقرر حضور الكاتب الصحفي "بلال فضل"، الا انه اعتذر عن الحضور قبل المؤتمر بدقائق.