الأخ الفاضل الأستاذ / إبراهيم عيسي بعد التحية: لأنني أراكم الأكثر عقلاً وموضوعية بين سائر وسائل الإعلام المصري، فإنني مضطر لتصديق وصفكم لبطولة وعبقرية المنتخب المصري الكروي الذي قهر الكاميرون ويستعد الآن لقهر الجزائر وغانا أو نيجيريا وتحقيق الرقم القياسي في الفوز ببطولات أفريقيا. للأسف يبدو أن أجهزة التليفزيون في محافظة الإسكندرية مصابة حالياً بفيروس مثل فيروسات الكمبيوتر، فقد نقلت لنا أحداث مباراة مصر والكاميرون بصورة تختلف تماماً عن وصفكم في «الدستور» وعن وصف الأخ حسن المستكاوي في «الشروق» وعن الأوصاف الأخري التي وردت في شتي الصحف المستقلة والحكومية والرياضية. شاهدنا في تليفزيونات الإسكندرية فريقاً مصرياً خائباً مهلهلاً. يكسب المباراة بالحظ الأعمي وليس بأي شيء له علاقة بكرة القدم. شاهدنا الأخ أحمد حسن- الذي منحه المستكاوي الدرجة النهائية- يحرز هدفاً في مرماه، ثم يحرز هدفاً عبيطاً في مرمي الكاميرون ثم يحتسب له الحكم الأعمي هدفاً من كرة لم تدخل مرمي الكاميرون. وشاهدنا فريق الكاميرون يحاصر الفريق المصري طوال وقت المباراة ولا يتصدي له سوي عصام الحضري، تعويذة حسن شحاتة في كل مبارياته. وشاهدنا لاعب الاتحاد يحرز هدفاً ببركة دعاء الوالدين. وسمعنا المذيع المصري يستغيث بالرسول -صلي الله عليه وسلم- لإنقاذ الفريق المصري العبقري من الهزيمة، ثم قرأنا بعد ذلك في «الدستور» العريقة المحترمة الموضوعية العاقلة أن مصر سحقت الكاميرون!! لا ألومك يا أستاذ إبراهيم، فأنت بالتأكيد تفهم وتعرف وتري وتقول أفضل منيّ ومن أهلي لكنني ألتمس من سيادتكم التكرم بالتوسط لدي الجهات المسئولة لإصلاح الإرسال التليفزيوني في محافظة الإسكندرية، فقد تكون النوات الشتوية الصاخبة قد أدت إلي إفساد الذبذبات التي تصل إلي محافظتنا المنكوبة. مع خالص الشكر والتقدير والتحية.