أكد د.رونالد ميناردوس-المدير الإقليمي لمؤسسة فريدريش ناومان – أن التعليم السياسي في مصر هام للغاية في هذه المرحلة التي بها مصر مشيراً إلي أن الليبرالية تواجه تحديات كبيرة في مصر علي رأسها عدم إدراك الكثيرين لمفهوم الليبرالية واعتقادهم انها ضد الدين والإسلام مما يكسبها سمعة سيئة وهذه ليست مشكلة الليبرالية فالحقيقة مختلفة عن ذلك تماما فالليبرالية ليست ضد الدين ولكنها ضد التمييز الديني بين المواطنين وضد ما يحدث من فتنة طائفية. وأضاف –خلال مؤتمر "مستقبل الليبرالية في العالم العربي" الذي ينظمه مركز البحوث والدراسات بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية – أن قيم ومبادئ الليبرالية هي القيم التي ينادي بها معظم المصريين والتي قامت من أجلها ثورة 25 يناير وهي الحرية والديمقراطية وسيادة القانون وحقوق الإنسان والعدالة الاجتماعية والسوق الحر وهي تختلف في ذلك عن المنهج الاقتصادي للفكر الاشتراكي. ولفت ميناردوس إلي أن التحدي الأكبر الذي يواجه الليبرالية هو قصر الفترة المتاحة أمام القوي الليبرالية حتى موعد الانتخابات مشدداً علي أهيمه وجود تحالفات بين الأحزاب الليبرالية الجديدة التي تنشأ كل يوم.. من جانبه قال د.جمال زهران –أستاذ العلوم السياسية بجامعة بورسعيد وعضو مجلس الشعب السابق-أن الأيام القادمة ستشهد تحولاً خطيراً في السياسة في مصر مشيراً إلي أن تحديات كبيرة تواجه القوي الليبرالية في التأسيس لنظام ليبرالي ديمقراطي مدني. وأكد زهران أن ثورة 25 يناير أكدت الرفض الشعبي للدولة الاستبدادية التي تمارس علي مواطنيها ما أسماه ب"الفجور السياسي" ، مشيراً إلي أن الثورة كانت ضربة موجعة لفكرة التوريث في مصر والعالم العربي حيث قضت علي فكرة التوريث في كل من ليبيا واليمن ومصر. في حين رأت د.ماجدة صالح-أستاذ العلوم السياسية بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية- أن فكرة الليبرالية أصبحت تلقي رواجاً كبيراً في مصر والمجتمعات العربية ورغم أن كلمة الليبرالية –لاتينية الأصل- ووافدة إلينا من الغرب إلا أن الحرية ليست بعيدة عن الدين وتحدث عنها الكثير من الفقهاء، كما نادي بها المفكرون بداية من جمال الدين الأفغاني ومحمد عبده الذين رأوا ضرورة الاستفادة من الأفكار الليبرالية الغربية واستيعابها في الحضارة الإسلامية لعمل موازنة بين الأصل والمعاصرة ،مروراً بطه حسين وأحمد لطفي السيد والذي رأوا أخذ الحضارة الغربية كما هي وإدخال الحرية إلي مصر دون ربطها بالدين وهو ما أطلق عليه "العلمانية" التي تنادي بالتعددية السياسية وفصل الدين عن الدولة.ونشأت بعد ذلك عدة تيارات بنت علي ما سبقها من أفكار واستحدثت أفكار أخري في إطار هذين التيارين لليبراليين القدامى.