أكد الدكتور رونالد ميناردوس، المدير الإقليمي لمؤسسة "فريدريش ناومان" بالقاهرة، أن مصر تواجه تحديات كبيرة لتصبح دولة ليبرالية، مؤكدًا أن هناك تعاونًا بين المؤسسة والحكومة المصرية في تنفيذ عدد من المشروعات التنموية. وقد أشار دكتور ميناردوس، خلال حواره مع "الشروق"، إلى أن مؤسسة "فريدريش ناومان للحرية"، هي مؤسسة سياسية ليبرالية أُنشئت سنة 1958 على يد تيودور هويس، والذي شغل منصب أول رئيس لجمهورية ألمانيا الاتحادية، وتهدف إلى نشر الفكر الليبرالي ودعم حرية الفرد، من خلال مكاتبها المنتشرة في 60 دولة على مستوى العالم. وقد تم إنشاء المكتب الإقليمي بالقاهرة في عام 1997، وهو المسؤول عن تنسيق البرامج لمختلف الأنشطة في المنطقة. ونوَّه د. ميناردوس إلى أن المؤسسة صغيرة مقارنة بمؤسسات التمويل الدولية الأخرى، لذلك تحتاج إلى إستراتيجية واضحة وأهداف واضحة، خاصة أنهم يركزون في أنشطتهم على التعاون مع الأحزاب الليبرالية والمنظمات التي تهتم بحقوق الإنسان والاقتصاد الحر. وقال: إن مؤسسة "ناومان فريدريش" تعمل من خلال شركاء حكوميين، وهم: المجلس القومي للشباب واتحاد الإذاعة والتليفزيون. وفيما يتعلق بالبرامج التي تتبناها المؤسسة لدعم المشاركة السياسية للشباب، أكد د. ميناردوس أنه يتم تنظيم ورش عمل تدريبية حول الليبرالية والنظم السياسية والمشاركة لأعضاء المنظمات غير الحكومية التي تهتم بالشباب، وتنتهج الليبرالية في إستراتيجيتها. مشيرًا إلى تركيز أنشطة المؤسسة خلال الفترة الراهنة على المدونين، ومستخدمي المواقع الاجتماعية. وحول مصادر تمويل المؤسسة، أشار مدير المكتب الإقليمي لمؤسسة "فريرديش ناومان"، إلى أن المؤسسة تحصل على تمويل من المجتمع الألماني والبرلمان الألماني وليس حكومة ألمانيا، مشددًا على أن نشاط المؤسسة يعتبر تدعيمًا للعلاقات المصرية- الألمانية. وحول مستقبل الإعلام في مصر، قال د. ميناردوس: إن لديه تفاؤلاً كبيرًا بتطور الإعلام المصري، وتدعيم دوره في عملية التحول الديمقراطي في مصر. مشددًا في الوقت نفسه على أن مؤسسته تحترم القوانين الداخلية للبلاد التي تعمل فيها، ولا تحاول تجاوزها أو تثير مشاكل داخلها. وفيما يرتبط بالشركاء الدوليين لمؤسسة "فريدريش ناومان"، قال مدير المكتب الإقليمي: إن المؤسسة تعمل في مجال السياسية مع شبكة الليبرالية الدولية، وفي مجال حقوق الإنسان تعمل مع جامعة الدول العربية والبرلمان الأوروبي. وحول الفكر الليبرالي ومدى توافقه مع خصوصية المجتمعات العربية، أكد د. ميناردوس أن الليبرالية لها جذور في الثقافة العربية، وفي الدين الإسلامي، لذلك أصدرت المؤسسة كتابًا بعنوان: "الليبرالية في الفكر العربي"، في محاولة لتأصيل تاريخ الليبرالية في الفكر العربي. وتحدث د. ميناردوس عن رؤية مؤسسة "فريدريش ناومان" للعلاقة بين الدين والسياسة، مشددًا على رؤية مؤسسته التي تؤيد فصل الدين عن السياسة، وبالتالي رفض كل أشكال الأحزاب والتنظيمات السياسية ذات الطابع الديني في العالم، مؤكدًا، في الوقت نفسه، احترامه واحترام المؤسسة لأصحاب التوجهات السياسية ذات الطابع الديني، وأشار إلى أن فريدريش ناومان -الذي سُميت المؤسسة على اسمه- كان قسيسًا ورجل دين، وهو مسيحي متدين، وأبوه كان قسيسًا، وكل أصدقائه المصريين متدينون. في المقابل، أشار د. ميناردوس إلى أن مصر ليست بلدًا ليبرالية، وهذا ليس على المستوى السياسي فقط، لكن المجتمع بأسره بقطاعاته المختلفة، ليس ليبراليًّا. وبسؤاله عن توجهات مكتب "فريدريش ناومان" من الصراع العربي الإسرائيلي والقضية الفلسطينية، شدد د. ميناردوس على أن المؤسسة لديها منذ سنوات مكتب في القدسالشرقية، يعمل فيه الفلسطينيون والإسرائيليون معًا، ويهدف إلى دعم ثقافة السلام، وليس لدعم المفاوضات. تابعوا مزيدًا من تصريحات د. ميناردوس خلال حواره مع "الشروق" في الفيديو التالي..