أثارت قائمة "بوليتزر" للصحافة هذا العام مفاجأة غريبة ، حيث لم تنجح أي مؤسسة صحفية في العالم في الفوز بالجائزة العالمية في مجال "الأخبار العاجلة"، وهو ما أثار استغراب الأوساط الصحفية الأمريكية التي تتطور من خدماتها العاجلة بشكل مذهل. فلأول مرة في تاريخ الجائزة التي تمنح لمجالات الابداع الأدبي والفني والصحفي، لم تجد جائزة "الأخبار العاجلة" أي مؤسسة أو موقع صحفي للحصول عليها. وذلك على الرغم من ضخامة الأسماء الصحفية التي كانت مرشحة للحصول على الجائزة إلا أن أحدا منهم لم يحصل عليها لتبقى الجائزة بلا فائز. وفي محاولتها لتفسير تلك المفاجأة التي صدمت الجميع، قالت مجلة تايم الأمريكية إن المسؤول الوحيد عن تلك الهزيمة الصحفية المدوية هو موقع "تويتر" للتواصل الاجتماعي. وقالت المجلة إنه على الرغم من كثرة الأحداث المهمة التي تمت تغطيتها بشكل عاجل مثل زلزال اليابان وبقعة النفط في خليج المكسيك، إلا تغطية المواقع العالمية للأحداث العاجلة جاءت تقليدية إلى حد كبير في مواجهة موقع تويتر الذي نجح من خلال أعضائه في تقديم الأخبار العاجلة والصور الأولى عن الأحداث العاجلة. ووجهت المجلة دعوة إلى اللجنة المسؤولة عن الجائزة العالمية إلى أخذ المواقع الاجتماعية في عين الاعتبار فيما يتعلق بالتغطية الخبرية العاجلة، مشيرة إلى خدمة "سبيك تو تويت" "أي التدوين الصوتي" التي أطلقها موقع تويتر خصيصا للثورة المصرية بعد قطع خدمة الانترت في الجمهورية، حيث أتاحت الخدمة لمستخدمي الموقع في مصر بث تدويناتهم على تويتر عبر التليفون الأرضي. وكانت كل من صحيفتي "نيويورك تايمز" و "لوس انجليس تايمز" قد حصلتا جائزتي بوليتزر خلال حفل توزيع هذه الجوائز العريقة الاثنين الماضي في جامعة كولومبيا في نيويورك. وفازت صحيفة "نيويورك تايمز" التي تعتبر عادة من كبار الفائزين بهذه الجوائز، بعدد اقل من المكافأت هذه السنة مقارنة بعامي 2010 (ثلاث جوائز) و2009 (خمس جوائز). وقد فاز الصحافيان كليفورد ليفي وايلين بيري من هذه الصحيفة في فئة "تحقيق دولي" لسلسلة من المقالات "ذات طابع انساني" حول النظام القضائي في روسيا. اما الجائزة الثانية التي حصدتها الصحيفة فكانت من نصيب ديفيد ليونهارد في فئة "تعليقات" لمقالاته حول المسائل الاقتصادية والميزانية الفدرالية واصلاح نظام الصحة العامة. واكتفت صحيفة "واشنطن بوست" بجائزة واحدة هذه السنة ذهبت الى المصورين كارول جوزي ونيكي كان وريكي كاريوتي في فئة "الصورة الراهنة". وكانت "واشنطن بوست" حازت العام الماضي اربع جوائز بوليتزر متفوقة بذلك على "نيويورك تايمز". وحصدت "لوس انجليس تايمز" جائزة "الخدمة العامة" المهمة لمقالات حول فساد موظفين في مدينة بيل الصغيرة في كاليفورنيا. وفازت الصحيفة كذلك بجائزة في مجال التصوير. وفازت صحيفة "شيكاغو صن-تايمز" في فئة "تحقيق محلي" على سلسلة من المقالات حول العنف في شيكاغو وضحاياه وقانون الصمت الذي يعم المدينة. وتمنح جائزة بوليترز ايضا في مجال الادب والموسيقى والشعر والمسرح والتاريخ. وتعد جائزة بوليتزر أرفع جائزة تمنح للصحافة المكتوبة في الولاياتالمتحدة والعالم، والجهة التي تختار الفائزين هي مجلس مستقل تابع إداريا لمدرسة الصحافة بجامعة كولومبيا بنيويورك، وتقدر القيمة المادية للجائزة 10 آلاف دولار فقط، إلا أن قيمتها المعنوية غالية للغاية، ويصفها البعض بأنها أوسكار الصحافة ومعها يتم تقدير الصحفي الفائز وتسليط الأضواء عليه وبالتالي تفتح أبواب الشهرة أمامه. والجائزة نشأت من مال تركه الصحفي والناشر الأمريكي المجري جوزيف بوليتزر لجامعة كولومبيا لدى وفاته عام 1911.