احتفلت مؤسسة فريدريش ناومان من أجل الحرية باطلاق أحدث كتبها "القوى السياسية في مصر وقضايا حقوق الانسان"، والذي يأتي ضمن سلسلة "مطبوعات ليبرالية" التي تنشرها المؤسسة الألمانية في القاهرة. الكتاب الجديد يتناول قضية مدى احترام القوى السياسية المصرية الممثلة في الأحزاب لقضايا حقوق الانسان المختلفة عبر رصد واقعي لكيفية تعاطي وممارسة تلك الأحزاب لقضايا حقوق الانسان وليس اعتمادا على ماجاء حول بعض تلك الحقوق في برامجها المكتوبة. تقول محررة الكتاب أميرة عبد الفتاح الباحثة والناشطة الحقوقية إن فكرة الكتاب الأساسية تعتمد على أهمية حقوق الانسان كقضية أصبحت جزءا لا يتجزأ من الثقافة العامة للمجتمع المصري بمختلف طبقاته، وبالتالي فإنه لا يمكن للمرء أن يثق في نظام أو حزب أو حكومة أو حركة اجتماعية لا تحترم حقوق الانسان. من جانبه، قال حافظ أبو سعدة رئيس المنظمة المصرية لحقوق الانسان إن الكتاب الجديد يكشف عدة مفاجآت عن الحياة الحزبية المصرية بشكل عام، فمنها أن برامج الأحزاب المختلفة تتشابه إلى حد كبير في كيفية معالجتها ومواقفها لقضايا حقوقية مثل حرية الاعتقاد أو حقوق المرأة، إضافة إلى غموض موقف العديد من الأحزاب التي تصف نفسها بالليبرالية تجاه قضايا حقوقية أساسية، وهو ما يشير إلى حقيقة ابتعاد تلك الأحزاب عن الاهتمام الجاد بقضايا حقوق الانسان. وأشار أبو سعدة إلى أن الكتاب الجديد يمثل أهمية كبيرة في الفترة الحالية والمستقبلية التي يحتاج فيها المواطن المصري إلى معرفة الكثير عن الحياة الحزبية المصرية ومدى اهتمامها بحقوق الإنسان المصري. وضم الكتاب في بحثه سبعة أحزاب، هي الحزب الوطني الديمقراطي، الجبهة الديمقراطية، الوفد،الغد، الاخوان المسلمين، التجمع والناصري. وأوضحت المؤلفة أن ضم الاخوان لقائمة القوى السياسية الرئيسية في مصر بناء على معايير كثيرة منها البرنامج المحدد والعضوية والالتزام الحزبي والبناء التنظيمي الاقرب غلى الشكل الحزبي، فضلا عن تفاعل الجماعة الواضح في الحياة المصرية.